[فراشة الضياء]

إنّ دواء الفقر المتفشي دواء رقيق رفيق بالنفس الشقيّة :

الاستغفار

فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12]، قال القرطبي -رحمه الله-: "هذه الآية دليل على أنّ الاستغفار يُستنزل به الرزق والأمطار"، وقال ابن كثير -رحمه الله-: "أي إذا تبتم واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم". إلى الاستغفار .
التوكل على صاحب الأرزاق حقّ التوكل (لو أنّكم تتوكّلون على الله حقّ توكّله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً )

التقوى زمام كلّ المساعي (: ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) والإنفاق )) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِين) (سـبأ:39 .

هذه العلل الزائلة -بإذن الله- إن تعهّدها المرء بهدي الرحمن -سبحانه - ليست بالمعضلة التي تشلّ الطالب عن مسعاه، غير أنّه من كبريات الموبقات أن يعلّق البعض قلّة الرزق بفلان، وأنّه هو السبب، وأن يتطاول بالقول : فلان أخذ رزقي أو منعه. متى تعتقد أيّها الإنسان أنّ مالك لك وما لغيرك لغيرك ) وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) النحل:71، الأرض بأثقالها ومن فيها لا يستطيعون منع شيء قدّره الله لك، إنّ ربّ العباد لا يضيع العباد، أم خشي الناس أن يموتوا سدا وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي ٱلأرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ [هود:6] ((إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكاً، ويؤمر بأربع كلمات، ويقال له، اكتب عمله و رزقه وأجله، وشقي أو سعيد ثمُ ينفخ فيه الروح ... الحديث)) ذكر أحدهم أن ثعبانا أعمى يقف في كل يوم فاغرا فاه حتى يأتي عصفور فيحط بين فكي الثعبان ليأكله ، فسبحان من خلق الخلق ووزع أرزاقهم (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) آل عمران:37 .


ابتغوا الرزق يا طلاب الرزق عند صاحب الرزق ((لا تنافسا في الرزق ما هزت رؤوسكما فإن الإنسان تلده أمه وهو أحمر ليس عليه قشر ثم يعطيه الله ويرزقه )) أخرجه ابن حبان في صحيحه .وصلى الله على نبينا محمد.


تـم بحمد الله