[خولة]

قصيدة رياح زمن الهدوء


ثلاثون عاماً تهبُّ الرياحْ
صباحاً مساءً مساءً صباحْ
تخلِّد في سيرها الذكريات
ستفنى ونفنى ويبقى الكفاح
تسابقها الصافناتُ الجياد
فتبسط من جانبيها جناح
تعانق أنساً، تلاطف حسًّا
تكفكف دمعا، تداوي جراح
تغني على ذكر أطلالنا
كطير يغني بغصنٍ رداح
فتمضيَ حتى فلاحِ الحياه
ونمضيَ حتى حياةِ الفلاح
تَفَجَّرَ في الليل هذا النداء
فأومض نجمٌ وفي الأفق لاح
وأضحى الصباح بغير المساء
يناغي بقلبي طريق النجاح
فبالأمس خمرٌ وذا اليوم أمرٌ
فولى وولت ليالي الملاح
على الناي يحرم لحنُ الحياه
وللطبل من كل نوع مباح.؟!
وقفت مع الشمس وقت البكور
تنهدت من ناظريها انشراح
ويسألني البدرُ عند الظلام
أتقوى المسير بغير السلاح؟!
لك الله يا صاحبي إنني
على ما عهدت شديدُ الجماح
أصافح في الأفق كف الإباء
بسفح الجبال وبطن البطاح
أطوف بعكازة الكبرياء
وألتفُّ من كبريائي وشاح
أخط بكعبيَ سقف الطغاه
كضرب السيوف ووقع الرماح
فقل للقلاع تزيد الحصون
وقل للحصون تطيل المراح
وقل لليالي تُهيج البكاء
وقل للبكاء يزيد الصياح
سيأتي القضاء كغيمة عاد
ويقتلع الشوكَ من كل ساح
ويسأل عما جرى غافلٌ
تجيب عليه النسا بالنياح
فتسمو عزيمتنا كالنخيل
فلا: لا تبالي بذاك النباح
يعطر صفو السما فعلنا
إذا ما جرى المسك منا وفاح
وينهمر الغيث يا صاحبي
وتغرق في شبر ماء سجاح
ثلاثون: لا لن أعدَّ السنين
ولا لن أضمدَ جرح الرياح