الثلاثاء .. 28/6/1432
بسم الله
الرحمن الرحيم
[4]
•●
" ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين ( 87 ) وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون ( 88 ) من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذآمنون ( 89 ) ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ( 90 ) " [ النمل 87 - 90 ]
يخوف تعالى عباده ما أمامهم من يوم القيامة وما فيه من المحن والكروب، ومزعجات القلوب فقال: ( وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ ) بسبب النفخ فيه (مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ ) أي: انزعجوا وارتاعوا وماج بعضهم ببعض خوفا مما هو مقدمة له. ( إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ) ممن أكرمه الله وثبته وحفظه من الفزع. ( وَكُلٌّ ) من الخلق عند النفخ في الصور ( أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) صاغرين ذليلين، كما قال تعالى: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ففي ذلك اليوم يتساوى الرؤساء والمرءوسون في الذل والخضوع لمالك الملك.
ومن هوله أنك ( تَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ) لا تفقد [شيئا] منها وتظنها باقية على الحال المعهودة وهي قد بلغت منها الشدائد والأهوال كل مبلغ وقد تفتت ثم تضمحل وتكون هباء منبثا. ولهذا قال: ( وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) من خفتها وشدة ذلك الخوف وذلك ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) فيجازيكم بأعمالكم.
ثم بين كيفية جزائه فقال: ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ) اسم جنس يشمل كل حسنة قولية أو فعلية أو قلبية ( فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا) هذا أقل التفضيل .
< 1-611 >
( وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) أي: من الأمر الذي فزع الخلق لأجله آمنون وإن كانوا يفزعون معهم.
( وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ) اسم جنس يشمل كل سيئة ( فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) أي: ألقوا في النار على وجوههم ويقال لهم: ( هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
•●
القآرئ :
عبد الله بصفر