عـودة للخلف   :: ملتقى فتيات الإسلام :: > ♥ سَمَآءَاْتٌ بَيْضَآءْ ♥ > ♥ رِيَآضُ اَلْصَّآلِحَآت ♥

♥ رِيَآضُ اَلْصَّآلِحَآت ♥ [القسم الإسلامي الشامل ~]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) منذ /01-29-2012, 07:53 PM   #21

خمائل
مديرة الملتقى ♥
 
صورة خمائل الرمزية

خمائل غير متصل


 عضويتي : 1190
 تاريخ إنتِسَآبيْ : Jun 2009
 مكاني : في إحدى القمم..
 مشاركاتي : 3,366
 التقييم : خمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond repute
آخر تواجد: 04-16-2018 06:00 PM
الافتراضي

نسمات عابرة...
مقال جدا مؤثر ومتميز
أسأل الله أن ينفع به ويجزيك خير الجزاء..




















 - - - I S L A M G I R L S . C O M - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -


:: [ ربّنــا وتقبّـل دُعــــاء ] ~

| في ملتقى الفتيات ::~ يسمو حبنــا ♥

  الرد باقتباس
قديم(ـة) منذ /03-31-2012, 04:50 PM   #22

خمائل
مديرة الملتقى ♥
 
صورة خمائل الرمزية

خمائل غير متصل


 عضويتي : 1190
 تاريخ إنتِسَآبيْ : Jun 2009
 مكاني : في إحدى القمم..
 مشاركاتي : 3,366
 التقييم : خمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond repute
آخر تواجد: 04-16-2018 06:00 PM
الافتراضي

تأملات في سير القدوات


بقلم/ أ. نايف اليحيى .


بعد غزوة حُنَين قسم النبي الغنيمة بين أصحابه؛ فقال رجل: (ما أراد محمد بهذا وجه الله) فانطلق ابن مسعود رضي الله عنه إلى رسول الله فأخبره بذلك؛ فتمعَّر وجهه الشريف وقال: (رحم الله موسى قد أُوذِي بأكثرَ من هذا فصبر) حديث صحيح؛ فما الذي أوذي به موسى عليه السلام حتى تعزَّى رسول الهدى به في مثل هذا الموقف من بين سائر الأنبياء؟

تأملتُ هذا في حاله عليه السلام مع قومه, وما قص الله عز وجل علينا في كتابه من خبره فوجدت أمراً انفرد به في ظهوره وتجلِّيه عن إخوانه من الأنبياء عليهم السلام, وله ارتباط بالخبر الذي افتتحتُ مقالتي به، وكثيراً ما عانى من هذا الأمر الدعاة والمربون والسائرون على خطى الإصلاح للمجتمع والأمة، وكان عائقاً لبعضهم عن مواصلة السير أو مُضْعِفاً له.

إذا كنا نتفق على أن تجاهل الجميل ونسيان الإنعام صعب وشاق على من وقع في حقه؛ فكيف إذا كان أسوأ من ذلك؛ بمقابلة الإحسان بالإساءة والعدوان، والكرم باللؤم والدناءة؟ لأن النفوس كثيراً ما تتعلق بالمكافأة العاجلة والثناء الحاضر، وتحبُّ تثمين الجهد الذي قامت به ونصبت من أجله، وهذا حق ,وواجب للمحسن ليُكافَأ مقابل إحسانه, ولكن هذا غالباً لا يتأتَّى، ولا يُنَال في عتبات الإصلاح، ولا بد لمن أراد الثبات والترقي من قدواتٍ يستلهم من سِيَرهم ما يكون زاداً ووقوداً يقويه عند الضعف، ويدفعه عند التباطؤ.

ولعلِّي أعرض طَرَفاً من حال الكليم عليه السلام ثم نعرِّج على بعض ما فيها من الدروس والعبر, ويصور هذا العناءَ موسى عليه السلام في اللقاء العلوي السماوي مع نبينا محمد فيقول: (وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة) . [1]

تأمل معي حال بني إسرائيل قبل بعثة موسى عليه السلام وكيف وصفهم الله بأنهم: {الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ} [القصص٥] ,وفرعون {يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ} [القصص٤]، ثم مع كل هذا الاستعباد والذل والمهانة، ينجيهم الله من كل ذلك على يدي موسى عليه السلام في آية باهرة وقدرة قاهرة، ويهلك عدوهم الطاغية، ثم لا تجف أقدامهم من البحر إلا وقد رفعوا حناجرهم عند رؤية أولئك الوثنيين قائلين في قوله تعالى: {اجْعَل لَّنَا إلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف138]؛ فيالله ما أشد وأقسى وقع هذه الكلمة وهي تطرق سمع موسى عليه السلام مناقضة لأعظم المقاصد التي يحملها في دعوته ورسالته التي من أجلها قارع فرعون وقاومه، ومع ذلك لم يزد على أن قال: {إنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ*إنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف138-139] ،ثم ذكَّرهم نعمةَ الله وفضلَه عليهم: {قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [الأعراف140]؛ فحافظ على هدوئه، واستمر في منهجه، ولم تهن عزيمته.


ولم يقف الأمر عند هذا؛ فلم تمضِ إلا فترة يسيرة ويذهب بعدها لميعاد ربه، فيخبره الله تعالى: {قَالَ فَإنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} [طه85]، فيرجع إليهم {غَضْبَانَ أَسِفًا} [طه 86]، فهذه المرة لم يكتفوا بالقول؛ بل عبدوا العجل بالفعل ولم يراعوا وجود أخيه نبيِّ الله هارون الذي نهاهم وحذَّرهم، ولا التفتوا لتعاليم موسى عليه السلام الذي أرشدهم وعلَّمهم، وما أقاموا وزناً لحق ربهم جل وعلا الذي خلقهم وصوَّرهم.


ومع هذا الانتهاك الصَّارخ والاستهتار البالغ يعالج الأمر ويدرؤه، ويعظهم ويرهبهم، ثم يأتيهم بعد ذلك بالتوراة فيها حكم الله، قد كتبها الله إكراماً من لدنه وإنعاماً، فيأمرهم باتِّباع ما فيها فيأبَون ويمتنعون حتى يبيِّن لهم ما فيها من الأحكام؛ فإن كانت سهلةً قبلوها وإلا رفضوها، ولم يستجيبوا لِما فيها حتى رفع الله فوقهم الجبل عقوبةً: {وَإذْ نَتَقْنَا الْـجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأعراف١٧١]؛ فيتوعدهم الله بإسقاط الجبل عليهم إن لم يقبلوا ويتوبوا، فسجدوا كرهاً وهم رافعو الجباه يرمقون الجبل خشية سقوطه عليهم. [2]


ثم لما سار بهم إلى الأرض المقدسة، يبشرهم بوعد الله لهم بفتحها مخاطباً إياهم: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْـمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة21]، لكنهم دفعوا وعد الله ورفضوا الدخول حتى يخرج الجبَّارون منها، وخاطبوا موسى بسفاهة وحمق: {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة24]؛ فعاقبهم الله بالتيه.


وموسى عليه السلام على الرغم من كل ما سبق من رذالتهم وإساءتهم صابر لأمر ربه يدعوهم ويصلحهم، لم يسأم ويمل من طلب هدايتهم. ثم وهم في التيه يُنعِم الله عليهم بنعمة لم ينلها أهل المدن والحواضر، ويُنزِل عليهم المنَّ والسلوى، ومع هذا تزداد جرأتهم ووقاحتهم فيقولون: {لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ} [البقرة61]، ويقولون: {لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة٥٥]؛ أي: عياناً بأبصارهم [3]، فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون, بل وصل أذاهم له بلمزه بأنه (آدَر) {فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا}. [الأحزاب69]


وتُدرك موسى عليه السلام المنيَّةُ, وتحول دون أمنيته في دخول الأرض المقدسة، فيسأل الله أن يُدنيَه منها رمية بحجر، فاستجاب له ربُّه وحقَّق له سؤله فأدناه إلى حيث طلب . [4]


ولنا في قصَّة نبي الله موسى مع قومه, وما لقيه منهم من عنتٍ وسوء عبرٌ ووقفات:


1/ أن موسى عليه السلام لم ينل تلك المنزلة الرفيعة، بأن جعله الله من أولي العزم من الرسل إلا لعزيمته وصدقه مع الله، وصبره على أذى الخلق؛ لذا عفا اللـه عنه في حوادث عدة: أ/ كفَقئه عين ملك الموت، ب/ كسره الألواح، ج/ جرِّه رأس هارون أخيه وهو نبي، د/ عتابه لربه في ليلة الإسراء في محمد ورفعه عليه، (وربه تعالى يحتمل له ذلك كله، ويحبه ويكرمه ويدللـه؛ لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة ؛فكانت هذه الأمور "كالقطرة" في البحر). [5]

2/ أنَّ هذا طريق الأنبياء والمصلحين والدُّعاة؛ فكلما قوي حظ المؤمن من متابعتهم زاد نصيبه من البلاء والابتلاء، وما مضى من مواقف تَلحَظُ أن كلها إساءة من قِبَل الأتباع لا من الأعداء؛ ولذا عز وَقْعُها على موسى عليه السلام {غَضْبَانَ أَسِفًا}، ومثله: (تمعُّر وجه نبينا وتغيُّره) لما سمع مقولة الأنصاري، فأنت ترى ألمها وشدة أثرها عليه، ما لا تراه حين وُصِم بأشنع منها من المشركين بقولهم: (ساحر - كاهن - مجنون).

وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً --- على المرءِ من وَقْعِ الحسامِ المهندِ

3/ في ترسُّم خطى الأنبياء عليهم السلام واقتفاء آثارهم، والاقتداء بهم، سلوة وعزاء لمن وقع في الابتلاء، ولابن بطال رحمه الله تعليق جميل على قول النبي : (رحم الله موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر) يقول فيه: (في تمعُّر وجه النبي - عليه السلام حين أُخبِر بقولة الأنصاري من الفقه: أن أهل الفضل والخير قد يعزُّ عليهم ما يقال فيهم من الباطل، ويكبر عليهم، فإن ذلك جبلَّة في البشر؛ إلا أن أهل الفضل يتلقون ذلك بالصبر الجميل اقتداءً بمن تقدمهم من المؤمنين، ألا ترى أن الرسول قد اقتدى في ذلك بصبر موسى) [6]، ويقول القشيري: (وأجرى تعالى سنَّته في كتابه أن يَذكُر قصَّة موسى عليه السلام في أكثر المواقع التي يذكر فيها حديث نبينا ، فيعقبه بذكر موسى عليه السلام) [7] ,ولعلَّ ذلك ليتعزى به ويسلو بما جرى له {وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} . [هود120]

4/ على الرغم من كل هذا العناء والابتلاء، إلا أن المؤمن يرقب فجر الأجر، فيهون عليه في ذلك عبء التكليف، ومن عرف نور النهاية هانت عليه شدائد البداية، والنصر مع الصبر، وتأمل في حديث ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه: (فَرُفع لي سواد عظيم فقلت: أمتي هذه؟ قيل: بل موسى وقومه) حديث صحيح ,فلم يضيع الله سعي موسى وصبره، فكانت مكافأته أن تكون أمته ثاني أمة يوم القيامة، وكما قال الشافعي: (اُذكر رِضى مَنْ تطلب، وفي أي نعيمٍ ترغَب، ومن أي عِقاب ترهب، فمنْ فكر في ذلك صَغُر عنده عمله). [8]

5/ {إنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا} [الإنسان٩] ،هذا شعار المربي والداعية؛ فالدَّاعية الصَّادق هو الذي قد قطع الطمع من الخلق وتعلَّق بطلب الأجر من الخالق، وعلى قدر النَّصَب يكون الأجر، وفي حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة عظة وعبرة، فأحدهم حفظ مال الأجير الذي ذهب عنه، وأنماه له حتى رجع بعد زمن فإذا بأجرته الصغيرة قد أصبحت وادياً من بهيمة الأنعام، فأعطاه إياها فساقها جميعاً ولم يعطِ سيده منها شيئاً، بل ولم يقدم له كلمة شكرٍ واحدةٍ مقابل حفظه ورعايته، فكان ذلك عملاً صالحاً حفظه الله له عند توسله به فأفرج عنهم جانباً من الصخرة.

6/ أعظم زاد يحمله المصلح هو صدق اللَّجَوء إلى الله سبحانه وتعالى وتصفية القلب والنية {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإنَّ اللَّهَ لَـمَعَ الْـمُحْسِنِينَ} [العنكبوت69]، وكما قال ابن تيمية رحمه الله: (ما لا يكون بالله لا يكون، وما لا يكون لله لا ينفَع ولا يَدوم) . [9]


نسأل الله أن يرزقنا الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وشكرَ نعمته، وحُسْنَ عبادته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ


[1]/ «عالجتُ بني إسرائيل» أي: مارستهم ولقيت منهم الشدة في ما أردت منهم من الطاعة، والمعالجة مثل المزاولة والمجادلة. عمدة القاري: (17/129).

[2]/ انظر: البداية والنهاية: (2/163).

[3]/ انظر: جامع البيان للطبري: (9/358).

[4]/ أخرجه البخاري (1339)، ومسلم (2372).

[5]/ المستدرك على مجموع الفتاوي: (1/132).

[6]/ شرح ابن بطال على البخاري: (9/252).

[7]/ لطائف الإشارات: (2/447).

[8]/ سير أعلام النبلاء: (10/43).

[9]/ مختصر الفتاوى المصرية: (1/174).


تاريخ المادة: 8/5/1433.

المصدر: http://www.wdawah.com/contents/34904



















 - - - I S L A M G I R L S . C O M - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -


:: [ ربّنــا وتقبّـل دُعــــاء ] ~

| في ملتقى الفتيات ::~ يسمو حبنــا ♥

  الرد باقتباس
قديم(ـة) منذ /03-31-2012, 04:54 PM   #23

خمائل
مديرة الملتقى ♥
 
صورة خمائل الرمزية

خمائل غير متصل


 عضويتي : 1190
 تاريخ إنتِسَآبيْ : Jun 2009
 مكاني : في إحدى القمم..
 مشاركاتي : 3,366
 التقييم : خمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond reputeخمائل has a reputation beyond repute
آخر تواجد: 04-16-2018 06:00 PM
الافتراضي

هـــذا قلمي


بقلم: د/ أميرة بنت علي الصاعدي.
أستاذ مساعد بجامعة أم القرى.


رداً على سؤال أحدهم : أين قلمك أيتها المرأة؛فالرجال يتحدثون بلسانك,ويطالبون بحقوقك؟ فكان جوابي :-

ها أنا أكتب بقلمي, وأصرخ بصوتي, وأنادي من يهمه أمري ويقلقه وضعي ، أنا امرأة مظلومة ومضطهدة ! ومسلوبة الحقوق أيضاً ! أنا مقيدة فمن يفك أسري؟ومسلوبة الحقوق فمن يرد لي حقي الضائع ؟ ومكانتي المسلوبة ؟ لقد أثرت شجوني أخي الفاضل؛ فجزاك الله خيراً بسؤالك المثير ، ولكن الجواب أكثر إثارة ، وأعجب حالاً !

إنني أتعجب كيف أنني في بلاد الحرمين , ومهبط الوحي ، بلاد العلم والعلماء الحكماء. أين الرجل الرشيد ؟ الذي يفكر بتعقل ويحكم بروية مع خشية وتقوى, وتجرد عن الهوى !؟

أيها العقلاء,أيها الحكماء,أيها الرجال إن كانت المرأة في بلادكم مظلومة؛ فأنتم من ظلمها, وأنتم من اضطهدها,وأنتم من سلبها حقها ظلمها أبوها الرجل,وزوجها الرجل,وأخوها ,وابنها أحياناً.

إن الأب المفرط في رعيته,والمشغول عن مسؤولياته الذي ترك الحبل على الغارب,زوجته تذهب إلى الأسواق متبرجة ,وابنته مع صديقات السوء, وأبناءه يتسكعون في الشوارع, والأسواق يؤذون المسلمين والمسلمات فهو ظالم لنفسه وظالم لأهله ,ولو أحكم القبضة ورعى المسؤولية, وأدى الأمانة لصلح, وصلحت رعيته .

وظلم الزوج للمرأة له صور متعددة ، ربما لا يتسع المجال لذكرها ؛ فهو قد ظلمها حين قصر في حقوقها ,وهضم واجباتها, وضيق عليها في حياتها ؛فهي أشبه بسجينة محبوسة لديه ,بيده إسعادها, وبيده شقاءها ,إن كان لها مال استغلها,وإن كانت بلا مال أذلها .

كم أعرف من النساء من تتجرع مرارة الأسى والذل في بيت زوجها ,ولا مدافع عنها ,ولا ناصر لها , وكم من إمراة تكاد تقتل نفسها من شر ما تجده من زوجها ولا سامع لشكواها ؛ فأين المنادين بحقوق المرأة ؟ وأين المتكلمين بلسانها والطالبين لحريتها ؟

اعلم أخي الرجل : أن حريتي ليست في خروجي للعمل ، وليست في قيادتي للسيارة ، وليست في تبرجي واختلاطي بالرجال.

إن جدتي وجدتك ، وأمي وأمك ، كُن أحراراً ، وأنجبن أبطالاً, وعشن متوجات بالعز, والشرف في بيوتهن .


واعلم أخي الرجل : أن هناك من تخرج للعمل ,وخروجها سبب شقاءها وأساس بليتها؛ فلا تهنأ بالراتب,ولا تسعد بالوظيفة.

واعلم أخي الرجل : أن هناك من لديها سائق تحت تصرفها؛ كأنما تقود هي السيارة ولكن تقودها من الخلف ،وعندها المال ولكنها لا تسعد بصحبة زوجها ، ولا تطمئن بدونه تتمنى يوما ًأن تركب بجواره, وتسعد بمرافقته لتحس أنها ملكة وهو قائدها ,وأنها حرة وهو مالكها,هي مع السائق أسيرة ، أسيرة الذئاب الجائعة والعيون الزائفة فهي ذليلة ، ذليلة لهذا السائق ، تحتاج إلى خدمته ,ولا تستغني عنه ,وهي معه خائفة ، لا تأمن مكره ولا ترجو بره .

اعلم أخي الفاضل : أن الإسلام أكرمني بحجابي, وأعزني بغطاء وجهي ,وهذه هي حريتي,وهذا عزي وفخري لا أُحل أن ينظر إليه من لا يحل له ذلك؛ فمن تمام حريتي أن أصونه عن العيون الزائفة والنفوس المريضة, ولكن أراكم اليوم تريدون ذلي وتسلبوني حريتي, هل يعقل هذا ؟ وأنا في بلد الحرية ، وبلد الإسلام .

أخي الفاضل : إن من حقي في هذه البلد أن أعمل ؛ ولكن أعمل بحرية وبضوابط ، وليس من الحرية أن أعمل بحجابي وبجانبي زميلي في العمل ، هذه قيود شاقة وربما مع الأيام تتحلل هذه القيود ,والكل يسعى إلى التخفيف والتيسر حتى في العبادة .

من تمام حريتي أن أعمل في جو ملائم غير مختلط ، وبلدي ولله الحمد بلد الفضيلة ، وولاة الأمر فيها يعززون دائماً هذه المعاني,ويفتخرون بتطبيق الشريعة,ونبينا كان حريصاً على المرأة محافظاً على خصوصيتها ، كفل لها حريتها في أداء العبادة وطلب العلم وفي نفس الوقت حفظها من الاختلاط ، وأعزها من الامتهان ,وفي ذلك صور عدة أذكر منها, وعلى سبيل المثال :-

-عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : (أن النبي إذا سلم - يعني من صلاته- يمكث في مكانه يسيراً) قال ابن شهاب الزهري ( فنرى والله أعلم لكي ينفذ من ينصرف من النساء ). رواه البخاري

قال ابن حجر- رحمه الله- (وفي الحديث مراعاة أحوال المأمومين, والاحتياط في اجتناب ما قد يفضي إلى المحذور ، وفي اجتناب مواضع التهم ، وكراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضلاً عن البيوت ). الفتح 2/ 336

بأبي أنت وأمي يارسول الله ، لقد راعى حال النساء؛ لأنهن من رعاياه ؛ فأكرمهن بالصلاة معه ، وفي نفس الوقت كره لهن مخالطة الرجال في الطرقات فضلاً عن العمل .

-عن عبد الله بن عباس قال : (شهدت الصلاة يوم الفطر مع رسول الله ,وأبي بكر, وعمر,وعثمان فكلهم يصليها قبل الخطبة ، ثم يخطب بعد؛ فنزل نبي الله ؛ فكأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده ، ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء مع بلال ، فقال : ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ ﴾ [الممتحنة:12],حتى فرغ من الآية كلها ، ثم قال حين فرغ : ( أنتن على ذلك ) ,وقالت امرأة واحدة ، لم يجبه غيرها : نعم يا رسول الله . لا يدري الحسن من هي قال : ( فتصدقن ) وبسط بلال ثوبه؛ فجعلن يلقين الفتخ والخواتيم في ثوب بلال . رواه البخاري

فالنساء شقائق الرجال في التكليف ؛فمن الواجب تعليمهن وتعلمهن, وقد علمهن رسول الله واعتنى بهن؛ ولكن لا يجوز اختلاط النساء بالرجال في التعلم فضلاً عن غيره ، فإما أن يفردن بيوم ، وإما يتأخرن عن صفوف الرجال قال ابن حجر : (( قوله:ثم أتى النساء يشعر أن النساء كن على حدة من الرجال غير مختلطات بهم )) الفتح ( 2/466 )

أخي الفاضل : إنني امرأة أتكلم من واقع أمري ، ومن خلال رؤيتي لمجتمعي ؛ فالمرأة في بلادي لها حصانة خاصة ، ومكانة سامية تحسدها عليها بنات الغرب ، وتغبطها عليها أخواتها في الشرق ، ولكنها إذا ذلت سقطت, وإذا امتهنت وقعت ، إذا خالطت الرجال ، واستهانت بالكلام سقط حياؤها - وهو رأس مالها - ، ورُفع احترامها ، ونقص قدرها .

أيها الرجل الغيور : أترضى لأمك أو لأختك أو لزوجتك أن تجالس الرجال؟ وتحادثهم وتضاحكهم ، وهي مع ذلك محافظة على حجابها ولكنها مضيعة لعفافها ، خدش فيها الحياء ، وقلّ لديها الإباء ، وعزّ عندها الوفاء لدينها وحجابها؟!

هذا قليل من مداد قلمي ، ولن يجف مداده ما بقيت الروح في الجسد , ولكن عذراً أخي الفاضل إن كلّ قلمي ، أو ملّ بناني ،أو سكت لساني .

____________________________




تاريخ المادة: 22/4/1432.
المصدر: http://www.wdawah.com/contents/30585



















 - - - I S L A M G I R L S . C O M - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -


:: [ ربّنــا وتقبّـل دُعــــاء ] ~

| في ملتقى الفتيات ::~ يسمو حبنــا ♥

  الرد باقتباس
إضافة رد

الإشارات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً: 1 (0 من الأعضاء و 1 من الزوار)
 

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى

مواضيع مشابهة
الموضوع الكاتب المنتدى الردود آخر مشاركة
مكتبة المُلتقى ..~ مشروع شهيدة ..~ ربيع العقول 14 11-02-2011 09:42 AM
مكتبة الفلاشات الإسلامية حفيدة الإسلام إمتــاع تِقَنـي 0 07-06-2011 10:26 AM


الساعة الآن +3: 04:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: فتيات الإسلام ::