عـودة للخلف   :: ملتقى فتيات الإسلام :: > ♥ سَمَآءَاْتٌ بَيْضَآءْ ♥ > صفحاتٌ مُلونة

صفحاتٌ مُلونة للمواضيع العامة التي لا تندرج تحت أي قسم

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) منذ /02-16-2011, 08:50 PM   #1

الداعية
في ضيافَتِنا

الداعية غير متصل


 عضويتي : 3034
 تاريخ إنتِسَآبيْ : Feb 2011
 مكاني : الجزائر
 مشاركاتي : 29
 التقييم : الداعية لازالتْ في بِداية الطــريق ْ... حَفظهاَ الــبَاريْ ورَعاهاَ ~
آخر تواجد: 11-18-2011 08:44 PM
ق4 قصة الزوجة الصالحة !

توقظه قبل آذان الفجر بدقائق ... كعادتها كل يوم ... بابتسامتها الرقراقة ... ووجهها المستدير المضيء كالبدر بل اشد منه ضياء ... وهي تهمس حبيبي حان اللقاء مع رب السماء ... تقف خلفه في الصلاة خاشعة ... تفيض عيناها بالدموع من خشية الله.

تقف معه وهو يرتدي ملابسه مستعدا للجهاد من أجل قوت يومهما ... تساعده في اختيار لون البنطلون و القميص الذي يتناسب معه ... تسير إلى جانبه حتى باب شقتهما ... تودعه مذكرة إياه بما اعتادت أن تقوله له متى ذهب إلى عمله " أتقي الله فينا و أتنا بالمال الحلال لكي يطيب عيشنا " ... يودعها وهو يقول لها " سأشتاق إليكي يا قرة عيني" ... و بالشهادتين يغآدر كل منهما الأخر

تستقبل خديجة الزوجة بيتها البسيط ... ذا الغرفتين ... بذلك الأثاث الذي مضي عليه خمسة عشر عاماً ... ولا زال يسترهما .... فبرغم بساطة البيت إلا إن كل من يزورهما يقول " لا نعرف ما سر تلك الراحة التى نستشعرها في بيتكم" ... لم تنجب خديجة لعيب في زوجها ... الذي يعمل موظفا بسيطا في جهة حكومية يخدم فيها المواطنين ... وبرغم أن هذا يعرض عليه كوباً من الشاي مدفوعٌ كي ينجز له مصلحته أولا وذاك يسترق بيديه خلسة يحاول أن يضع في درج مكتبه أو في المظروف الذي يقدمه إليه مبلغاً من المال عله يرضي بقضاء مصلحته أولا ... إلا أن الزوج يذكر قول زوجته له في الصباح فيعتذر بكل أدب ويرفض ما عرضه هذا وما حاول أن يقدمه ذاك

يعود الزوج مسرعاً إلى زوجته الرقيقة ... الراضية بما قسم الله لهما ... فيجد المنزل كجنة أعدت من أجله و لأجله ... كان قد أستعد لمقابلة زوجته حبيبته وشوقه يدفعه إلي البيت دفعا ... إلا أنه وجدها جالسة إلى جوار أختها حسناء فيسلم على أختها ثم يجلس قليلا ثم يستأذن منها بلطف بحجة أنه في حاجة إلى استبدال ملابسه ... فتلتفت حسناء إلى أختها خديجة وتقول " لا أعرف ما الذي جعلك تصبرين على هذه الحياة طوال هذه السنين ، إنه لا ينجب ، ولا مال لديه " ... ثم تستطرد " ألا تذكرين فلاناً الذي قد تقدم لخطبتك من قبل؟؟ ... إنه يعمل بنفس مجال تجارة زوجي ، لقد أخبرني زوجي بأنه أصبح من كبار التجار في مجاله" ... فتقاطعها خديجة : " يا حسناء أتذكرين أنه لم يكن على هذا القدر من الخلق الذي يجعلني أقبله ، وحين قبلت زوجي هذا كان ملتزماً بدينه عارفاً بكتاب ربه و لا يزال " ... تحاول حسناء مقاطعتها إلا أن خديجة تستمر في الحديث " يا أختاه إني راضية بما قسم الله لي ، ولو عادت بنا الأيام لاخترت ما اخترت " ...

حسناء الأخت التي لا تهتم سوى بزينتها و ملابسها وسيارتها الفارهة ... ماذا جنت حديث يدور في خلدها وخديجة تتحدث إليها ... زوجها التاجر الذي يأتيها كل ليله وعبق الليالي الحمراء يفوح منه كرائحة نتنه ... ماذا جنت من مال زوجها وماذا أخذت من كونه تاجراً ؟ ... أهي أفضل حالا أم أختها خديجة ؟؟؟ سؤال ألح على عقلها ... تستأذن فجأة للانصراف بحجة أنها قد واعدت محلا مشهورا كانت قد ذهبت إليه من قبل ليحضر لها فستانا و اليوم هو موعد استلام هذا الفستان ... تحاول خديجة إثنائها للبقاء حتى الغذاء فتجيب أنها بعد ذلك ستلتقي بزوجها الذي سوف يأخذها للغذاء في المطعم المعروف ... و يا ليتها صدقت فيما قالت لأختها خديجة ...

أتي المساء وحان لقاء آخر ... بعد يوم قضته خديجة بين عمل البيت و بين الصلاة وتلاوة القرآن ... و بالطبع لقاء أختها حسناء التي لم يؤثر كلامها فيها ... جلست إلى جواره .. ثم فتح كل منهما مصحفه ... الذي كانا قد أحضراه لهذا اللقاء ... لقاء كل ليلة ... فقد أعتادا ألا يناما إلا بعد أن يتلون آيات الله البينات ... تنظر إليه بعينها البراقتان الساحرتان ... و الخشوع و الإيمان قد ارتسم على وجهها ... تطلب منه أن يريها كيف تتلو هذه الكلمة من كتاب الله ...

هذا المساء لم يكن كأي مساء ... أحست خديجة بألم في صدرها ... شعر به زوجها الذي كان مستغرقا في التلاوة ... فالتفت إليها سائلا " ما بك؟"... قالت " ليس بالأمر العظيم لعلها لفحة برد " ... فأجابها " هيا بنا نذهب إلى طبيب " ... قالت " لا سيكون الحال أفضل في الصباح ، لكني أشعر بحاجة إلى النوم الآن " ... تحاول أن تداري الألم كي لا تقلق عليها زوجها ، فهي تعلم مقدار حبه لها ... تستلقي وقد زاد الألم في صدرها ... تحاول أن تداري ما لا تعرف له سبب في إيلامها ... فكل ما تعرفه أنه ألماَ أحل بصدرها ... و قد استطاعت فعلا أن تخفي هذا الألم الرهيب بصدرها ... نام الزوج ... حاولت هي أن تخرج كي تتألم دون أن يشعر بها ... مرت الساعات والألم لا يفارقها ... تغفو وتستيقظ على ألم ... ثم تغفو وتستيقظ و الألم لا يفارقها ... أيقظت زوجها ... فظن أنه موعد الصلاة إلا أنه وجدها تتحدث إليه وهي مستلقية وصوتها لا يكاد يغادر فمها ... تقول له" حبيبي وزوجي ، أراض أنت عني ؟" ... فيجيبها " نعم ، ماذا بك ؟ " سؤال لم يكد ينهيه الا وهي بصوت مخنوق تقرأ " يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وأدخلي جنتي" ... حل الصمت سكتت أنفاسها ... فارقت الحياة .! يهزها ... يناديها ... لا تجيب ... يشعر انها قد .... لا يريد أن يعترف ... ينادي عليها ثانيا وعاشراً ولا تجيب ...

يضع رأسها على الوساده وقد أغرقته دموعه ... وجهها مبتسم ... نور بوجهها يخطف الأبصار ... ريح زكية أحلت بالغرفة ... ينظر إليها وهي ملقاة على فراشها وقد ماتت حبيبته ... يشعر أن يداً من حديد قد أمتدت لتخترق صدره ممسكة بقبله ... تعصره عصرا ... ولا يجد سوى كلمة تخرج من فمه دون ما يشعر يكررها مراراً و مراراً " إني راض عنك ، إني راض عنك ، إني راض عنك"




















 - - - I S L A M G I R L S . C O M - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -



آخر من قام بالتعديل سُمُوّ~; بتاريخ 02-17-2011 الساعة 04:13 PM. السبب: شكراً حبيبتنــآ الدّآعية (=
 
 

الإشارات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً: 1 (0 من الأعضاء و 1 من الزوار)
 

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى

مواضيع مشابهة
الموضوع الكاتب المنتدى الردود آخر مشاركة
قصة الزوجة الذكية مسك الريحان صفحاتٌ مُلونة 15 01-21-2010 01:58 PM


الساعة الآن +3: 01:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: فتيات الإسلام ::