[مطلوب حياً أو ميتاً] لـ : شلاش الضبعان

[خولة]

في يوم الوطن وبناء الوطن، هذه دعوة للقبض على مجموعة من النوعيات وإعادة تأهيلها، حتى ولو صبغت أجسادها وبيوتها ومكاتبها بالأخضر، وصدحت بكل المعلقات والقصائد، ورفعت كل الشعارات، فأصواتها عالية ولكن أفعالها تشوه كل معاني الوطنية والانتماء، ولا تجر على الوطن إلا المصائب والنكبات:
- ذلك المدير الذي حول إدارته إلى إقطاعية خاصة، نصف موظفيها يحملون اسم عائلته، والنصف الآخر يحمل اسم عائلة حرمه، وذلك الآخر الذي جعل مؤسسته قلعة للتخلف والبيروقراطية والتعقيد والسلب والنهب، شعار موظفيها الخالد (راجعنا بكره) وكلمة السر التي تفتح كل الأبواب المغلقة ( أنا من طرف فلان) أو ........!!
- ذلك الشاب الذي ترك ميادين البناء الحقيقي وانشغل بالسفاسف، فتجده فاشلاً في دراسته، بسيطاً في فكره، ضعيفاً في طموحه، وإذا جاء الاحتفال بيوم الوطن لم يفهم منه إلا أنه ميدان الرقص والهز وإطلاق الغرائز، وإلا فمن هو الذي يفهم أن الوطنية هي إيذاء المواطنين والمواطنات والعبث بالممتلكات وتقديم صورة مشوهة للعالم عن الوطن وشبابه؟
- ذلك السلبي الذي سيطرت عليه غيوم اليأس والقنوط، فلم يتحرك من أجل وطنه رغم أنه يملك القدرة، شعاره في الحياة ( أنا لست وكيل آدم على ذريته) و(أنا ما لي دخل)، بل تردّت به الحال إلى أن يسنّ لسانه ويحرك أسماءه المستعارة لمهاجمة الايجابيين وتصيّد أخطائهم وتضخيمها، ومحاولة ثنيهم عن القيام بما جبن عن القيام به.
- ذلك الإعلامي الذي لم يفهم من الإعلام إلا أنه إثارة وتأجيج، فأشغل الوطن بمعارك جانبية من خلال البحث عن كل شاذ والنفخ فيه، والسعي في التحريش بين أبناء الوطن من خلال اجتزاء الكلام، والنظر بعين واحدة، والنفخ في نيران معارك ليس لها هدف ولا راية.
- ذلك التاجر الذي يخفض لنا في يوم الوطن 25بالمائة ويرفع في الأيام الأخرى إلى 125بالمائة.
- أولئك الذين شوهوا صورة وطننا في الخارج، فلا تعرفهم إلا في المواطن التي لا تشرف أبناء الصحابة وأهل الحرمين.
هذه ست نوعيات أتمنى النظر في أمرها عاجلاً، حتى يكون يوم الوطن دعوة لبناء الوطن، وحتى ذلك الحين وكل حين، أدام الله الخير والعز والتمكين للوطن قيادة وشعباً، منطقة منطقة، محافظة محافظة، قرية قرية، حيا حيا، وإلى الأمام إلى الأمام يا وطني، وعشت فخراً لأبنائك.

الكاتب : شلاش الضبعان