وطني الاسلام لا افدي سواه

[&لؤلؤه القرآآآن&]

لم يكن ، و لن يكون الانتماء إلى الإسلام في يوم من الأيّام مجرّد شعارات

يتغنّى بها من يتغنّى ، و يعتنقها من يعتنق ، ثم يبقى رافعوها خلايا حية و أعضاء

نشطة في جسم المجتمعات المنحرفة تمدها بعناصر البقاء و الامتداد بأفكارهم و

سلوكهم... إنّ و جودهم على هذا النحو - مهما كثر عددهم - لن يؤدي إلى وجود

فعليّ للإسلام...فإلى كل من يحس بهذا الإحساس... و إلى كلّ من يحمل هم

هذا الإسلام أهدي له هذه الخاطرة .

لامني وطني على البكاء و الانطواء...

فقلت له : دعني فإنّ الشجى يبعث الشجى...

و إلى ربنّا وحده المشتكى...

فتعجب من أمري ، قائلا :

أأنت الذي عهدتك خفيفا فوق ظهري...

بتسبحاتك الفجرية و تغريداتك السحرية.!!

أراك اليوم كالح الوجه و رداء اليأس يلبسك.!

انهض ؛ لا تترك نعيق الغربان تزعجني...

و سواد اللئام يعكر صفو جمالي...

فقلت له : آآآآهِ ، إنّ الأوغاد كسّروا جناحي...

و أخرسوا لساني ، وجرّدوني من سلاحي...

فحرّك رأسه وهو يطوي الضلوع على الآلام...

لا عليك ، و لو كسروا جناحك الآخر وأقعدوك بالمكان...

فأنا بحاجة إليك فعلاقتي بك تتعدى الزمان و المكان...

علاقة ممزوجة بالدم واللحم و بجميع ذرات الوجدان...

فقلت له : لقد آنست و حشتي و أعدت إليّ فرحتي...

فسأغرد لك يا أنا تغريدة الخلود و لو كنت أشلاء ممزقة...

فتبسمّ قائلا : ما دمت تبادلني إحساسي سألبسك تاجي...

و أفتح لك جميع خزائن أسراري...

فقلت له : على رسلك ، أليَ هذا كله...

وأنا من أنا ! ما أنا إلاّ إلا ذرة في رحابك.

فقال لي لقد قررت، و عندى لك المزيد ...

{ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون } ...