منذ /07-09-2011, 11:22 AM
|
#1
|
[ مشرفة ♥
●
عضويتي :
1479
|
●
تاريخ
إنتِسَآبيْ :
Sep 2009
|
●
مكاني :
عَلَى أَمَلِ أَن أكتبَ يَومَا " الدَّولَة الإسلَاميَة "
|
●
مشاركاتي :
4,414
|
●
التقييم :
         
|
آخر تواجد: 10-30-2016 05:54 AM
السبت : 1432/8/8 هـ
•●
بسم الله
الرحمن الرحيم
[15]
" لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ
وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ
وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ
الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا (120) " [ النساء : 118-120 ]
[FLASH="http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01310199695.swf"]width=100 height=100 t=1[/FLASH]
.. لعنه الله وأبعده عن رحمته، فكما أبعده الله من رحمته يسعى في إبعاد العباد
عن رحمة الله. إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ولهذا أخبر الله عن
سعيه في إغواء العباد، وتزيين الشر لهم والفساد وأنه قال لربه مقسما: (
لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ) أي: مقدرا. علم اللعين أنه لا يقدر على
إغواء جميع عباد الله، وأن عباد الله المخلصين ليس له عليهم سلطان، وإنما
سلطانه على من تولاه، وآثر طاعته على طاعة مولاه.
وأقسم في موضع آخر ليغوينهم لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
فهذا الذي ظنه الخبيث وجزم به، أخبر الله تعالى بوقوعه بقوله: وَلَقَدْ صَدَّقَ
عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
وهذا النصيب المفروض الذي أقسم لله إنه يتخذهم ذكر ما يريد بهم وما يقصده
لهم بقوله: ( وَلأضِلَّنَّهُمْ ) أي: عن الصراط المستقيم ضلالا في العلم، وضلالا في
العمل.
( وَلأمَنِّيَنَّهُمْ ) أي: مع الإضلال، لأمنينهم أن ينالوا ما ناله المهتدون. وهذا هو
الغرور بعينه، فلم يقتصر على مجرد إضلالهم حتى زين لهم ما هم فيه من
الضلال. وهذا زيادة شر إلى شرهم حيث عملوا أعمال أهل النار الموجبة للعقوبة
وحسبوا أنها موجبة للجنة، واعتبر ذلك باليهود والنصارى ونحوهم فإنهم كما
حكى الله عنهم، وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ
كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ || قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا .
وقال تعالى عن المنافقين إنهم يقولون يوم القيامة للمؤمنين: أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ
قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ
اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ .
وقوله: ( وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأنْعَامِ ) أي: بتقطيع آذانها، وذلك كالبحيرة
والسائبة والوصيلة والحام فنبه ببعض ذلك على جميعه، وهذا نوع من الإضلال
يقتضي تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله، ويلتحق بذلك من الاعتقادات
الفاسدة والأحكام الجائرة ما هو من أكبر الإضلال. ( وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ
) وهذا يتناول تغيير الخلقة الظاهرة بالوشم، والوشر والنمص والتفلج للحسن،
ونحو ذلك مما أغواهم به الشيطان فغيروا خلقة الرحمن.
وذلك يتضمن التسخط من خلقته والقدح في حكمته، واعتقاد أن ما يصنعون
بأيديهم أحسن من خلقة الرحمن، وعدم الرضا بتقديره وتدبيره، ويتناول أيضا
تغيير الخلقة الباطنة، فإن الله تعالى خلق عباده حنفاء مفطورين على قبول الحق
وإيثاره، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن هذا الخلق الجميل، وزينت لهم الشر
والشرك والكفر والفسوق والعصيان.
فإن كل مولود يولد على الفطرة ولكن أبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه،
ونحو ذلك مما يغيرون به ما فطر الله عليه العباد من توحيده وحبه ومعرفته.
فافترستهم الشياطين في هذا الموضع افتراس السبع والذئاب للغنم المنفردة. لولا
لطف الله وكرمه بعباده المخلصين لجرى عليهم ما جرى على هؤلاء المفتونين،
وهذا الذي جرى عليهم من توليهم عن ربهم وفاطرهم وتوليهم لعدوهم المريد
لهم الشر من كل وجه، فخسروا الدنيا والآخرة، ورجعوا بالخيبة والصفقة
الخاسرة، ولهذا قال: ( وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا
مُبِينًا ) وأي خسار أبين وأعظم ممن خسر دينه ودنياه وأوبقته معاصيه
وخطاياه؟!! فحصل له الشقاء الأبدي، وفاته النعيم السرمدي.
كما أن من تولى مولاه وآثر رضاه، ربح كل الربح، وأفلح كل الفلاح، وفاز
بسعادة الدارين، وأصبح قرير العين، فلا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت،
اللهم تولنا فيمن توليت، وعافنا فيمن عافيت.
ثم قال: ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ) أي: يعد الشيطان من يسعى في إضلالهم، والوعد
يشمل حتى الوعيد كما قال تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ فإنه يعدهم إذا أنفقوا
في سبيل الله افتقروا، ويخوفهم إذا جاهدوا بالقتل وغيره، كما قال تعالى: إِنَّمَا
ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ الآية. ويخوفهم عند إيثار مرضاة الله بكل ما يمكن
وما لا يمكن مما يدخله في عقولهم حتى يكسلوا عن فعل الخير، وكذلك يمنيهم
الأماني الباطلة التي هي عند التحقيق كالسراب الذي لا حقيقة له، ولهذا قال: (
وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ) أي: من انقاد للشيطان
وأعرض عن ربه، وصار من أتباع إبليس وحزبه، مستقرهم النار. ( وَلا يَجِدُونَ
عَنْهَا مَحِيصًا ) أي: مخلصا ولا ملجأ بل هم خالدون فيها أبد الآباد.
•●
المصدر | تفسير السعدي رحمه الله
http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.a
sp?nSora=4&t=saady&l=arb&nAya=119#4_119
القآرئ ..
مشاري راشد العفاسي
- - - I S L A M G I R L S .
C O M - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - -
|
|
|
منذ /07-14-2011, 06:12 PM
|
#2
|
[ مشرفة ♥
●
عضويتي :
1479
|
●
تاريخ
إنتِسَآبيْ :
Sep 2009
|
●
مكاني :
عَلَى أَمَلِ أَن أكتبَ يَومَا " الدَّولَة الإسلَاميَة "
|
●
مشاركاتي :
4,414
|
●
التقييم :
         
|
آخر تواجد: 10-30-2016 05:54 AM
الخميس : 1432/8/12 هـ •●
بسم الله
الرحمن الرحيم
[16]
الآيات من سورة الزمر
67 - 74
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ
بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) .
يقول تعالى: وما قدر هؤلاء المشركون ربهم حق قدره، ولا عظموه حق تعظيمه،
بل فعلوا ما يناقض ذلك، من إشراكهم به من هو ناقص في أوصافه وأفعاله،
فأوصافه ناقصة من كل وجه، وأفعاله ليس عنده نفع ولا ضر، ولا عطاء ولا
منع، ولا يملك من الأمر شيئا.
فسووا هذا المخلوق الناقص بالخالق الرب العظيم، الذي من عظمته الباهرة،
وقدرته القاهرة، أن جميع الأرض يوم القيامة قبضة للرحمن، وأن السماوات -
على سعتها وعظمها - مطويات بيمينه، فلا عظمه حق عظمته من سوَّى به
غيره، ولا أظلم منه.
( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) أي: تنزه وتعاظم عن شركهم به.
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ
نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ
الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69)
وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) .
لما خوفهم تعالى من عظمته، خوفهم بأحوال يوم القيامة، ورغَّبهم ورهَّبهم فقال:
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) وهو قرن عظيم، لا يعلم عظمته إلا خالقه، ومن أطلعه اللّه
على علمه من خلقه، فينفخ فيه إسرافيل عليه السلام، أحد الملائكة المقربين،
وأحد حملة عرش الرحمن.
( فَصَعِقَ ) أي: غشي أو مات، على اختلاف القولين: ( مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ
فِي الأرْضِ ) أي: كلهم، لما سمعوا نفخة الصور أزعجتهم من شدتها وعظمها،
وما يعلمون أنها مقدمة له. ( إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ) ممن ثبته اللّه عند النفخة، فلم
يصعق، كالشهداء أو بعضهم، وغيرهم. وهذه النفخة الأولى، نفخة الصعق،
ونفخة الفزع.
( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ ) النفخة الثانية نفخة البعث ( فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ ينظرون ) أي: قد قاموا
من قبورهم لبعثهم وحسابهم، قد تمت منهم الخلقة الجسدية والأرواح، وشخصت
أبصارهم ( يَنْظُرُونَ ) ماذا يفعل اللّه بهم.
( وَأَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ) علم من هذا، أن الأنوار الموجودة تذهب يوم
القيامة وتضمحل، وهو كذلك، فإن اللّه أخبر أن الشمس تكور، < 1-730 >
والقمر يخسف، والنجوم تندثر، ويكون الناس في ظلمة، فتشرق عند ذلك الأرض
بنور ربها، عندما يتجلى وينزل للفصل بينهم، وذلك اليوم يجعل اللّه للخلق قوة،
وينشئهم نشأة يَقْوَوْنَ على أن لا يحرقهم نوره، ويتمكنون أيضا من رؤيته، وإلا
فنوره تعالى عظيم، لو كشفه، لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من
خلقه.
( وَوُضِعَ الْكِتَابُ ) أي: كتاب الأعمال وديوانه، وضع ونشر، ليقرأ ما فيه من
الحسنات والسيئات، كما قال تعالى: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ
مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ويقال للعامل من تمام العدل
والإنصاف: اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا
( وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ ) ليسألوا عن التبليغ، وعن أممهم، ويشهدوا عليهم. (
وَالشُّهَدَاءِ ) من الملائكة، والأعضاء والأرض. ( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ ) أي: العدل
التام والقسط العظيم، لأنه حساب صادر ممن لا يظلم مثقال ذرة، ومن هو محيط
بكل شيء، وكتابه الذي هو اللوح المحفوظ، محيط بكل ما عملوه، والحفظة
الكرام، والذين لا يعصون ربهم، قد كتبت عليهم ما عملوه، وأعدل الشهداء قد
شهدوا على ذلك الحكم، فحكم بذلك من يعلم مقادير الأعمال ومقادير استحقاقها
للثواب والعقاب.
فيحصل حكم يقر به الخلق، ويعترفون للّه بالحمد والعدل، ويعرفون به من عظمته
وعلمه وحكمته ورحمته ما لم يخطر بقلوبهم، ولا تعبر عنه ألسنتهم، ولهذا قال:
( وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ )
- - - I S L A M G I R L S .
C O M - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - -
|
|
|
منذ /07-14-2011, 06:13 PM
|
#3
|
[ مشرفة ♥
●
عضويتي :
1479
|
●
تاريخ
إنتِسَآبيْ :
Sep 2009
|
●
مكاني :
عَلَى أَمَلِ أَن أكتبَ يَومَا " الدَّولَة الإسلَاميَة "
|
●
مشاركاتي :
4,414
|
●
التقييم :
         
|
آخر تواجد: 10-30-2016 05:54 AM
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ
خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ
خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ
زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ
فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ
مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) .
لما ذكر تعالى حكمه بين عباده، الذين جمعهم في خلقه ورزقه وتدبيره،
واجتماعهم في الدنيا، واجتماعهم في موقف القيامة، فرقهم تعالى عند جزائهم،
كما افترقوا في الدنيا بالإيمان والكفر، والتقوى والفجور، فقال: ( وَسِيقَ الَّذِينَ
كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ ) أي: سوقا عنيفا، يضربون بالسياط الموجعة، من الزبانية
الغلاظ الشداد، إلى شر محبس وأفظع موضع، وهي جهنم التي قد جمعت كل
عذاب، وحضرها كل شقاء، وزال عنها كل سرور، كما قال تعالى: يَوْمَ يُدَعُّونَ
إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا أي: يدفعون إليها دفعا، وذلك لامتناعهم من دخولها.
ويساقون إليها ( زُمَرًا ) أي: فرقا متفرقة، كل زمرة مع الزمرة التي تناسب
عملها، وتشاكل سعيها، يلعن بعضهم بعضا، ويبرأ بعضهم من بعض. ( حَتَّى إِذَا
جَاءُوهَا ) أي: وصلوا إلى ساحتها ( فُتِحَتْ ) لهم أي: لأجلهم ( أَبْوَابُهَا ) لقدومهم
وقِرًى لنزولهم.
( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا ) مهنئين لهم بالشقاء الأبدي، والعذاب السرمدي، وموبخين
لهم على الأعمال التي أوصلتهم إلى هذا المحل الفظيع: ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ )
أي: من جنسكم تعرفونهم وتعرفون صدقهم، وتتمكنون من التلقي عنهم؟. (
يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ ) التي أرسلهم اللّه بها، الدالة على الحق اليقين بأوضح
البراهين.
( وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ) أي: وهذا يوجب عليكم اتباعهم والحذر من عذاب
هذا اليوم، باستعمال تقواه، وقد كانت حالكم بخلاف هذه الحال؟
( قَالُوا ) مقرين بذنبهم، وأن حجة اللّه قامت عليهم: ( بَلَى ) قد جاءتنا رسل ربنا
بآياته وبيناته، وبينوا لنا غاية التبيين، وحذرونا من هذا اليوم. ( وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ
الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) أي: بسبب كفرهم وجبت عليهم كلمة العذاب، التي هي
لكل من كفر بآيات اللّه، وجحد ما جاءت به المرسلون، فاعترفوا بذنبهم وقيام
الحجة عليهم.
فـ ( قِيلَ ) لهم على وجه الإهانة والإذلال: ( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ) كل طائفة تدخل
من الباب الذي يناسبها ويوافق عملها. ( خَالِدِينَ فِيهَا ) أبدا، لا يظعنون عنها، ولا
يفتر عنهم العذاب ساعة ولا ينظرون. ( فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) أي: بئس المقر،
النار مقرهم، وذلك لأنهم تكبروا على الحق، فجازاهم اللّه من جنس عملهم،
بالإهانة والذل، والخزي.
ثم قال عن أهل الجنة: ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ ) بتوحيده والعمل بطاعته، سوق
إكرام وإعزاز، يحشرون وفدا على النجائب. ( إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ) فرحين
مستبشرين، كل زمرة مع الزمرة، التي تناسب عملها وتشاكله. ( حَتَّى إِذَا
جَاءُوهَا ) أي: وصلوا لتلك الرحاب الرحيبة والمنازل الأنيقة، وهبَّ عليهم ريحها
ونسيمها، وآن خلودها ونعيمها. ( وَفُتِحَتْ ) لهم ( أَبْوَابُهَا ) فتح إكرام، لكرام
الخلق، ليكرموا فيها. ( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا ) تهنئة لهم وترحيبا: ( سَلامٌ عَلَيْكُمْ )
أي: سلام من كل آفة وشر حال.عليكم ( طِبْتُمْ ) أي: طابت قلوبكم بمعرفة اللّه
ومحبته وخشيته، وألسنتكم بذكره، وجوارحكم بطاعته. ( فـ ) بسبب طيبكم (
ادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ) < 1-731 > لأنها الدار الطيبة، ولا يليق بها إلا الطيبون.
وقال في النار ( فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ) وفي الجنة ( وَفُتِحَتْ ) بالواو، إشارة إلى أن أهل
النار، بمجرد وصولهم إليها، فتحت لهم أبوابها من غير إنظار ولا إمهال، وليكون
فتحها في وجوههم، وعلى وصولهم، أعظم لحرها، وأشد لعذابها.
وأما الجنة، فإنها الدار العالية الغالية، التي لا يوصل إليها ولا ينالها كل أحد، إلا
من أتى بالوسائل الموصلة إليها، ومع ذلك، فيحتاجون لدخولها لشفاعة أكرم
الشفعاء عليه، فلم تفتح لهم بمجرد ما وصلوا إليها، بل يستشفعون إلى اللّه
بمحمد صلى اللّه عليه وسلم، حتى يشفع، فيشفعه اللّه تعالى.
وفي الآيات دليل على أن النار والجنة لهما أبواب تفتح وتغلق، وأن لكل منهما
خزنة، وهما الداران الخالصتان، اللتان لا يدخل فيهما إلا من استحقهما، بخلاف
سائر الأمكنة والدور.
( وَقَالُوا ) عند دخولهم فيها واستقرارهم، حامدين ربهم على ما أولاهم ومنَّ
عليهم وهداهم: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ ) أي: وعدنا الجنة على ألسنة
رسله، إن آمنا وصلحنا، فوفَّى لنا بما وعدنا، وأنجز لنا ما منَّانا. ( وَأَوْرَثَنَا
الأرْضَ ) أي: أرض الجنة ( نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ) أي: ننزل منها أي
مكان شئنا، ونتناول منها أي نعيم أردنا، ليس ممنوعا عنا شيء نريده. ( فَنِعْمَ
أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) الذين اجتهدوا بطاعة ربهم، في زمن قليل منقطع، فنالوا بذلك
خيرا عظيما باقيا مستمرا.
وهذه الدار التي تستحق المدح على الحقيقة، التي يكرم اللّه فيها خواص خلقه،
ورضيها الجواد الكريم لهم نزلا وبنى أعلاها وأحسنها، وغرسها بيده، وحشاها
من رحمته وكرامته ما ببعضه يفرح الحزين، ويزول الكدر، ويتم الصفاء.
وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ
وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75) .
( وَتَرَى الْمَلائِكَةَ ) أيها الرائي ذلك اليوم العظيم ( حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ ) أي:
قد قاموا في خدمة ربهم، واجتمعوا حول عرشه، خاضعين لجلاله، معترفين
بكماله، مستغرقين بجماله. (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ) أي: ينزهونه عن كل ما لا
يليق بجلاله، مما نسب إليه المشركون وما لم ينسبوا.
( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) أي: بين الأولين والآخرين من الخلق ( بِالْحَقِّ ) الذي لا اشتباه
فيه ولا إنكار، ممن عليه الحق. ( وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) لم يذكر القائل
من هو، ليدل ذلك على أن جميع الخلق نطقوا بحمد ربهم وحكمته على ما قضى
به على أهل الجنة وأهل النار، حمد فضل وإحسان، وحمد عدل وحكمة.
•●
- - - I S L A M G I R L S .
C O M - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - -
|
|
|
منذ /07-15-2011, 08:39 AM
|
#4
|
[ مشرفة ♥
منذ /08-02-2011, 04:37 PM
|
#5
|
[ مشرفة ♥
منذ /12-02-2011, 02:07 AM
|
#6
|
بُرعُمة خَيرٍ
●
عضويتي :
3453
|
●
تاريخ
إنتِسَآبيْ :
Oct 2011
|
●
مكاني :
السعوديه
|
●
مشاركاتي :
83
|
●
التقييم :

|
آخر تواجد: 06-09-2012 08:05 PM
جزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك
ونفع بك المسلمين والمسلمات
ودي ~
- - - I S L A M G I R L S .
C O M - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - -
|
|
|
منذ /01-12-2012, 11:50 PM
|
#7
|
[ مشرفة ♥
منذ /05-19-2012, 04:29 PM
|
#8
|
[ مشرفة ♥
منذ /07-10-2013, 12:44 PM
|
#9
|
اقحُوانَة مُتألقة
●
عضويتي :
3767
|
●
تاريخ
إنتِسَآبيْ :
May 2012
|
●
مكاني :
سبرباى بطنطا بمصر
|
●
مشاركاتي :
155
|
●
التقييم :
  
|
آخر تواجد: 05-24-2014 07:40 PM
شكرا ياغالية ع الجهد الكبير وجزاكى الله خيرا
- - - I S L A M G I R L S .
C O M - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - -
شكرا لكن عزيزاتى
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً: 1 (0 من الأعضاء و 1 من الزوار)
|
|
قوانين المشاركة
|
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك
رموز HTML مغلق
|
|
|
الساعة الآن +3: 05:19 PM.
| | | | | | | | |