[مَجْمُوعَة اِرْتِقَآء]

يسعى لاهثاً خلف دنياه اشغله حب الأبناء والسعي في مصالحهم
وتأمين مستقبلهم ليعيشوا حياة هانئة سعيده
لا كدر فيها ولا ضيق .. يؤلمه أن يرى هؤلاء الذين لا يكادون يجدون الراحة والهناء ..
فيزداد سعيا في طلب الرزق ويبذل في ذلك الغالي والنفيس ..
قصر في حقوق أخرى وواجبات اكبر واكثر أهمية في حياته
غفل عنها وتناساها .. في سبيل الوصول لرفاهية العيش وهناءه ..
احلامه أللامتناهية .. وآماله العظيمة كلها تنحصر في دنياه يسعى لتأمين
المستقبل وقد غفل عما هو أولى وأكبر ..
تحققت له تلك الآمال والطموحات ولكن بعد ماذا ؟
بعد مرض أقعده حبيسا بمقعده .. فتركه من كان لايفارقه من الأحباب .. وهنا فقط
تذكر تلك الحياة التي عاشها وكيف قضاها ... وأنهى كل الأوقات
بمنفعة زائلة زائفة .. كان يكفيه منها القليل فهناك ما هو أغلى منها ...

وعلى الجانب الآخر وفي الضفة الأخرى ..
شخص عاش غريبا في زمن قل فيه الغرباء .. كان يسعى لهدف بعيد لا يكاد
يبصره إلا القلة .. كان سعيداً هانئا في حياته .. مطمئناً .. حرص على
منهجه .. لم ينسى نصيبه من الدنيا ولم يكن ليجعلها تأتي على حياته كلها بل
وازن بينها وبين هدف طالما سعى إليه في أقواله وأفعاله .. حرص على اتباع
هدي رسوله طمعاً في الأجر وآملا في الصحبة ..
يحب الصالحين ويحب مجالستهم فهم يذكرونه بهذا الهدف الذي لا يكاد يغفل عنه ..
ومن هنا كانت انطلاقته في ميادين الخير .. فمجالس الذكر .. رياض الجنة ..
يرتع فيها المؤمنون فلا يشبعون بل يزدادون إليها شوقا وحنينا ..
استمر في حياته على هذا المنوال فلم تؤثر فيه المتغيرات ولم يتزعزع ذلك الشوق
الذي يحمله في قلبه ..
فكلما اشغلته الحياة رجع لنفسه وتذكر هدفه الذي سعى إليه ..
علم الله ما في قلبه من صدق .. فكان جزاءه بقدر نيته وعمله ..

فأي الطريقين نختار?! و أي الأهداف نعيشها في حياتنا ..

ولنتذكر دائما ان الجزاء من جنس العمل ..

لكم الصفاء كله

..