مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) منذ /08-24-2009, 10:22 AM   #1

البروفسورة
يارب خلي لي دُررّي

البروفسورة غير متصل


 عضويتي : 5
 تاريخ إنتِسَآبيْ : Sep 2007
 مكاني : هنا في المسطحات الخضراء
 مشاركاتي : 1,142
 التقييم : البروفسورة بدأتْ تُحلقْ في سماءْ الإبداعْ ... بــَاركـَ اللهُ فيهاَ ~
آخر تواجد: 08-26-2013 09:51 AM
رفقاً بالقوارير ~








السَّــــــــلاَمُ عَلَيْــكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكـــَـاتُه ..






إن للمسلمين آداباً في تعاملهم مع المرأة
يرسمها لهم دينهم وينبغي أن تكون هذه الآداب راسخة في عقولهم ووعيهم
، لأنها تعتمد على حسن تفهمهم لكرامتها الإنسانية التي قررتها الشريعة،
كما ينبغي أن تكون راسخة في قلوبهم حيث غرست الشريعة في هذه القلوب مشاعر الرفق واللطف بالنساء وإذا كان أهل الغرب يجاملون النساء،
لاعتبارات رصينة أحياناً ومظهريه أحياناً فإننا نحن المسلمين لنا آداب في المجاملة سامية ومتميزة وهي الأرقى لأنها قائمة على اعتبارات كلها صادقة وتنبع من قلوبنا،
ومما يذكر من مشاعر الرفق واللطف بالنساء عند المسلمين ما ورد في هدي رسولهم سواء مع أزواجه وبناته أو مع نساء المؤمنين أو حتى مع النساء غير المسلمات، واسمحوا لي أن نستعرض بعض هذا الهدي الذي ينبغي أن يكون لنا فيه أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر إذ قال تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (12) الأحزاب·



إن رسول الله
كان سهلاً لينا لا يعرف التكلف إليه سبيلاً مع علو قدره ومقداره العظيم،

لقد كان في مهنة أهله رغم هم الدعوة التي يحملها وتنوء منها الجبال،
سئلت عائشة: ما كان النبي يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله (أي خدمة أهله) رواه البخاري·
وكان شفوقاً يراعي مشاعر أزواجه ونفسياتهن فتجده مثلاً يأبى إجابة دعوة إلى طعام حتى تصحبه زوجته عائشة فيها، فعن أنس أن جاراً لرسول الله فارسياً كان طيب المرق فصنع لرسول الله ثم جاء يدعوه، فقال رسول الله : وهذه؟ لعائشة فقال: لا· فقال رسول الله : لا· فعاد يدعوه فقال رسول الله : وهذه؟ قال: لا· قال رسول الله : لا· ثم عاد يدعوه فقال رسول الله : وهذه؟ قال: نعم في الثالثة فقاما يتدافعان (يمشي كل واحد في أثر صاحبه) حتى أتيا منزله (رواه مسلم)



ما رأي حضراتكم في هذا السمو الأخلاقي وتلك المراعاة النفسية المرهفة لشريك الحياة وحبيب القلب..؟!
أعتقد أن سلوك أحدنا اليوم مختلف عن هديه أليس كذلك؟
إن الرسالة والشرف اللذان أولاهما الله لنبيه بها لم يزيداه إلا تواضعاً فوق التواضع الذي فطر عليه،
من منا يتصور أن محمداً بن عبد الله خير من وطأت قدماه الثرى وسرى له نفس في الكون كان يضع ركبته لزوجه تصعد عليها حتى تستوي مطمئنة على ركوبتها؟
عن أنس قال: ثم خرجنا إلى المدينة (قادمين من خيبر فرأيت النبي يحوي لها (أي لصفية) (أي يجعل لها حوية تركب عليها وهي كساء ونحوه يحشى بشيء ويدار حول سنام البعير)- وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب· (رواه البخاري)،
إن أحدنا اليوم ليستنكف أن يفتح لزوجه باب السيارة أو يمهد لها مجلساً تستقر فيه ويعد ذلك رعونة تعيبه!
إن رسول الله لم يكن يرى في الترويح المباح شيئاً،



فقد كان يعرض على زوجه النظر إلى لعب الأحباش ويقف معها حتى تنصرف هي: عن عائشة قالت:········ وكان يوم عيد يلعب فيه السودان بالدرق (جمع درقة وهي ترس مصنوع من الجلد) والحراب فإما سألت النبي وإما قال: تشتهين تنظرين؟ قلت: نعم· فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول: دونكم (كلمة تنهيض وتنشيط) يا بني أرفده (أرفده لقب للحبشة) حتى إذا مللت قال حسبك قلت نعم قال فاذهبي (رواه البخاري ومسلم)،
وأنا لا أريد لهذا الموقف أن يمر قبل أن ألفت القارئ إلى نصه والذي فيه (خدي على خده) إن رسول الله لم يسمح للسيدة عائشة فقط بالترويح عن نفسها وإنما شاركها فيه بكليته شاركها مشاركة المحب الذي يتمنى لأن يدخل السرور على قلب من أحب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
لقد كان رحمة للعالمين قال تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (الأنبياء 107).
رحمة لزوجه ولبناته وللعالمين أجمعين لقد كان يقوم مرحباً بابنته فاطمة وكان يقبلها ويجلسها عن يمينه،



فعن عائشة رضي الله عنها قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي فقال النبي : مرحباً بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله (رواه البخاري ومسلم) وفي رواية لأبي داوود والترمذي والنسائي: وكانت إذا دخلت على النبي قام إليها وقبلها وأجلسها في مجلسه
وهناك البعض منا يرغم أبناءه على تقبيل يديه وعدم الجلوس في حضرته من باب توقيره واحترامه،
ولا أدري كيف يقود الإرغام إلى صدق التوقير والاحترام،
وظني أنه يقود إلى عكس ذلك وإن لم يصرح به،
لقد كان يتجوز في صلاته رفقاً بالمرأة التي يبكي صبيها فعن أنس بن مالك أن النبي قال: إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد (حزن) أمه من بكائه (رواه البخاري ومسلم).
والبعض الآن ممن يؤم الناس يغفل عن ذلك بل لعله يقرع من أتت بصبيها إلى المسجد (على الإتيان به وعلى بكائه) لقد كان يتعامل رسول الله مع النساء على أنهن قوارير يجب الرفق بهن،



فعن أنس رضي الله عنه أن النبي كان في سفر وكان غلام يحدو بهن (الحداء هو ضرب من الغناء تساق به الإبل) (أي بعض نساء النبي وأم سليم) يقال له أنجشه (وفي رواية عند أحمد: فاشتد بهن السياق) فقال النبي رويدك يا أنجشه سوقك بالقوارير (رواه البخاري ومسلم)
والآن ذاع تكسير القوارير بالضرب وأصبح مجال افتخار وإثبات رجولة " وإنا لله وإنا إليه راجعون" إن المسلم الذي يرى امرأة تتحمل أو تتكلف ما لا طاقة لها به أو مما ترغمها عليه الظروف الصعبة ولا يتحرك لها مخفضاً عنها عليه أن يعيد تفكيره في مسلكه هذا،
فعن أسماء بنت أبي بكر قالت: ....... وكنت أنقل النوى من أرض الزبير ........وهي مني على ثلثي فرسخ (مقدار ثلاثة أميال) فجئت يوماً والنوى على رأسي فلقيت رسول الله ومعه نفر من الأنصار فدعاني ثم قال: إخ إخ ليحملني خلفه فاستحييت أن أسير مع الرجال....فعرف رسول الله أني استحييت فمضى (رواة البخاري ومسلم). قريب من هذا الموقف موقف المرأة التي تركب المواصلات العامة اضطراراً لقلة ذات اليد حاملة شيئاً أو غير حاملة إياه ولا يقوم لها رجل ليجلسها مكانه ويخفف عنها! إنه موقف في رأيي مستفز ولا يليق برجل بينه وبين رسول الله صلة! إن ما ذكرته من صور هو مجرد بعض من كل لما ينبغي أن يكون ولما كان عليه أمر معاملة النساء في عهد رسول الله والذي أسأل تعالى أن يكون لنا فيه الأسوة الحسنة إذا كنا نرجوا الله واليوم الأخر اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.


الكاتب /عمرو خالد
لمجلة نسائية























 - - - I S L A M G I R L S . C O M - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الحياهـ حلوهـ بس نفهمها