[وَهجْ ،]

هل رأى رسول الله ربه ؟

كانت هذه القضية مثار خلاف بين السلف فقد انقسموا إلى قسمين:

أولاً :منهم من ذهب إلى إنكار الرؤية تماماً ، ومن هؤلاء عائشة رضي الله عنها ، وابن مسعود ، وأبي ذر .

ثانياً : منهم من ذهب إلى رؤية الرسول لربه ، ومن هؤلاء عروة بن الزبير ، وابن عباس وكعب الأحبار ، والزهرى ، ومعمر ، والأشعري ، والإمام أحمد بن حنبل
بل وصل الأمر بالحسن أن يقسم أن رسول الله قد رأى ربه .


والآن مع آراء كل من الفريقين :

أولاً : من قال إن رسول الله لم يرى ربه :

عن مسروق قال : قلت لعائشة رضي الله عنها : يا أمتها هل رأى محمد ربه ؟

فقالت " لقد قف شعري مما تقول ؟ أين أنت من ثلاث من حدثكهن كذب :

من حدثك أن حمد رأى ربه فقد كذب ثم قرأت (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) {الأنعام / 103}

(وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) {الشورى /51}

ومن حدثك أنه يعلم مافي غذ فقد كذب ثم قرأت (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا) {لقمان /34}

ومن حدثك أنه كتم فقد كذب ثم قرأت (
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) {المائدة / 67}


ولكن رأى جبريل عليه السلام مرتين

قف شعري : بفتح القاف وتشديد الفاء كهيئة القشعريرة . وأصله التقبض والإجتماع ، لأن الجلد ينقبض عن الفزع فيقف الشعر .

وعن أبي ذر قال : سألت رسول الله هل رأيت ربك ؟ قال : " نور أني أراه "

نور أني أراة : الضمير في أراه عائد على الله عز وجل ومعناه أن النور منعني من الرؤية كما جرت العادة عند عدم القدرة على الرؤية عند رؤية الأضواء الميهرة


ثانياً : من قال إن رسول الله قدر رأى ربه :

عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى (مَا كَذَبَ الْفُؤَاد مَا رَأَى) {النجم /11} (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) { النجم / 13}


قال : رآه بفؤاده مرتين

وللجمع بين الرأيين يقول ابن حجر :

يمكن الجمع بين إثبات ابن عباس ونفي عاشة بأن يحمل نفيها على رؤية البصر وإثباته على رؤية القلب .

فالمراد برؤية الفؤاد رؤية القلب لامجرد حصول العلم لأنه صلى الله عليه وسلم كان عالماً على الدوام بل مرادمن أثبت له أنه رآه بقلبه أن الرؤيا التي حصلت له خلقت في قلبه كما يخلق الرؤية بالعين بغيره ..




من كتاب ( معجزات الرسول ) .