المطعن الرابع: ادِّعاء الشيعة أنَّ عائشةَ مَنَعتْ من دَفْنِ الحسن بن علي عند جَدِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم.
الجواب:
مِن عادة الشيعة عند اختراعهم للأكاذيب، واختلاقهم للإفْك أنْ يجعَلوا مع الكلمات الكاذبة كلمةً واحدة صادقة؛ كي يُوهموا السُّذَّج بإنَّ ما اخترعوه ثابتٌ، وما اختلقوه صادقٌ.
وهذه طريقة مَرَدة الجِنِّ مِن مُسترقي السمع، وأوليائهم من شياطين الإنس، يجعلون مع الكلمة الصادقة مائةَ كذبة؛ فقصة موت الحسن بن علي واستئذان أخيه الحسين من عائشة بأنْ يُدْفَنَ عند جَدِّه ثابتة في كُتب السُّنَّة، أما ممانعة الصِّدِّيقة، وركوبها على بغْلٍ، وخروجها إلى الناس، فكل ذلك من التُّرَّهات والأكاذيب، فلم تكنْ أُمُّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - تمانِعُ من دَفْن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - عند جَدِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بل لقد وافقَتْ على ذلك، وقالتْ لأخيه الحسين - رضي الله عنه - لَمَّا استأذَنَها في دَفْن الحسن: "نَعَم، وكَرامة عين"؛ كما روى ذلك ابنُ عبدالبر من طُرق مُتعددة؛ انظر: "الاستعاب"، (1/ 376 -378)، "سِيَر أعلام النبلاء"؛ للذهبي، (3/ 275 - 279).
ولكنَّ الذي منَعَ من دَفْنِ الحسن عند جَدِّه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو مروان بن الحَكَم الذي أقبَلَ لَمَّا بلَغَه ذلك، وقال: "كذب، كذبتَ، والله لا يُدْفَن هناك أبدًا، منعوا عثمان مِن دَفْنه بالمقبرة، ويريدون دَفْن الحسن في بيت عائشة؟!"؛ انظر: "الصاعقة في نسْفِ أباطيل وافتراءات الشيعة على أُمِّ المؤمنين عائشة"، ص (141- 142).