[BACKGROUND="90 http://www.islamgirls.net/vb/up/1190_01340392272.jpg"]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه القرآن،، ربيع قلوب المؤمنين،،
وأي ربيـــــع !
من أبحر في معانيــــه استلذ،
وارتقى بقلبه نحو جلال الكلام، إذ هو من عزيز جليل...
عقولنــا المخلوقة القاصرة الضعيفة لا تدرك عظمته..
وقد تحدى الله زنادقة قريش أن يأتوا بآية من مثله،
وهم أهل الفصاحة والبلاغة والبيان وبلغتهم أُنزل،،
فلم يستطيعــــوا !
إنهم خلق - وكلنــا خلقه -،، وهو سبحانـــه خالق..
وكلام الخلق لا يرتقي ولا يمكن أن يجاري كلام الخالـــق..
مع هذا.. قد فتح الله على بعض خلقه الكرام
بإدراك شيء من أسراره البليغة العظيمة..
منهم شيخنـــا الموقر المبـــارك رحمه الله عبد الرحمن السعدي..
كان تفسيره من أعظم التفاسير - هكذا أرى -
حين أقرأه أعلم أن قلباً كتب هذا، ليس بأي قلب..
كثير من المفسرين يفسر الآيات بذكر معناها..
فنفهمها فهماً ذهنياً معرفياً وندرك معاني كلماتها ونفهم أحكامها
وهذا هو التفسير للقرآن... وهو ليس مرادنا هنا - كما فهمت الكثيرات منكن -
لكنــــــه وسيلـــــة للتدبـــــر..
أما التدبر الذي هو حيـــاة القلوب،، فهو ما نحتاجه كي نحيا بالقرآن..
إنه الفهم الإيماني القلبي، الذي يقف بصاحبه على الآيات فتصعد بإيمانه درجات..
ولا يحتاج مع هذا الفهم والتفكر العميق أن يراجع تفسيراً ليفهمها
يتحرك قلبه، يتعمق في أسرار الآيات ومدلولاتها البعيدة،،
وما علاقة هذه الآية بتلك التي قبلها!.. وكم من المعاني اشتملت على إيجازها..!
"لعلي أضرب مثلاً يوضح المقصود ~
تأمّلي معي في أواخر سورة النبأ،
يقول تعالى: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ
مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا}[النبأ:40]
فهل هذه الآيةُ الكريمة تحتاج من المسلمِ
حتى يفهمَها ويتدبّرَها إلى رجوعٍ للتفاسير؟
كلا، بل هو يحتاج أن يتوقّف قليلاً؛
ليعيشَ ذلك المشهدَ المهولَ، ويراجعَ حسابَه مع قربِ هذا اليوم..
ماذا أعدّ له؟ وماذا يتمنى لو عرِضت عليه الآن صحائف أعماله،
حسنِها وسيئِها؟ ولماذا يتمنى الكافر أن يكون تراباً؟
أحسبُ أن الإجابةَ عن هذه التساؤلات كفيلةٌ بأن يتحقّقَ معها مقصود التدبّر،
وهذا ما قصدته بقولي: الفهم القلبي الإيماني."
"إن من وفّقَ للتدبّرِ، والعيشِ مع القرآن؛
فقد أمسكَ بأعظم مفاتيحِ حياةِ القلب،
كما يقول ابن القيم: "التدبّر مِفتاح حياةِ القلب"،
وسيجد أنَّ العيشَ مع القرآن لا يعادله عيشٌ!
ألم يقل الله تعالى لنبيه: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى}[طه:2]؟
لا والله، ما جعله شقاءً، ولكن جعله رحمةً، ونوراً،
ودليلاً إلى الجنة كما قال قتادة رحمه الله."
إنها وقفة للحياة من جديد، الحياة مع القرآن العظيم..
كي نعيش معه حياةً أخرى واعيـــة، راقيـــة، على هداه وضياه تسير،،
فتح الله على قلبي وقلوبكن بتدبر كتابه والعيش معه ربيعاً يأخذنا إلى الجنة..
[هنـــــــا] مجموعة حلقات من برامج تلفزيونية،
خاصة بالقرآن والحياة معه ~
و[هنـــــا] كتاب (مشروع~ الحياة من جديد) ..
* الحلقات والكتاب، من مخرجات مؤسسة آسية النسائية، بارك الله فيهم..
[/BACKGROUND]