صدأ القلب
....
قال أبو الدراءٌ :
لكلٌ شيء جلاء
وإنٌ جلاء القلوبٌ ذكر الله تعالىٌ
وذكر ابن عمر عن النبيٌ
قوله :
لكل شيء صقالة
وإن صقالة القلوب ذكر الله عزوجلٌ
وما من شيء أنجي من عذاب الله من ذكر الله عزوجل
قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله
قال : ولو يضربٌ بسيفه حتى ينقطع
ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة
وجلاؤه بـــ الذكر
فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء
فإذا ترك الذكر صدأ
أسباب صدأ القلبٌ :
وصدأ القلب بأمرينٌ : بـــ الغفله و الذنبٌ ..!
وجلاؤه بـ الأستغفار والذكر والتسبيح
فمن كانت الغفله أغلب أوقاته
كان الصدأ متراكبا على قلبه وصداه بحسب غفلته
وإذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ماهي عليه
فيرى الباطل في صورة الحق
والحق في صورة الباطل
لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم
فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه .
فإذا تراكم عليه الصدأ واسود وركبه الران
فسد تصوره وإدراكه
فلا يقبل حقا و لا ينكر باطلا
وهذا أعظم عقوبات القلب
وأصله من الغفله واتباع الهوى
فإنهما يطمسان نور القلب و يعميان بصره
قال الله تعالى :
( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )
وعلى هذا نبدأ بــ الأستغفار لآنه توبة من الغفله
ثم نثني بــ التسبيح لأنه ثناء على الله تعالى .
ويرى ابن القيم الجوزيه :
آن محور السعاده يكون بــ ثلاثه :
بــ النعم فهي مذكرة بالله تعالى وذكرها شكرها
و المحن مذكرة وذكرها الصبر
و الذنوب مذكرة وذكرها الاستغفار
.............