كانت رضي الله عنها تعرف أدب الخلاف ، كيف لا وقد تعلّمت على يدي معلم ونبي هذه الأمة
، فتأمل القصتين التاليتين واكتسب منهما هذا الأدب ؛ عن عروة بن الزبير قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ مُسْتَنِدَيْنِ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ وَإِنَّا لَنَسْمَعُ ضَرْبَهَا بِالسِّوَاكِ تَسْتَنُّ - قَالَ – فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَعْتَمَرَ النَّبِىُّ -
فِى رَجَبٍ ؟ قَال: نَعَمْ. فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَيْ أُمَّتَاهُ أَلاَ تَسْمَعِينَ مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟! قَالَت: وَمَا يَقُولُ ؟ قُلْت: يَقُولُ اعْتَمَرَ النَّبِيُ -
- فِى رَجَبٍ. فَقَالَت: يَغْفِرُ اللَّهُ لأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَعَمْرِي مَا اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ وَمَا اعْتَمَرَ مِنْ عُمْرَةٍ إِلاَّ وَإِنَّهُ لَمَعَهُ. قَالَ وَابْنُ عُمَرَ يَسْمَعُ فَمَا قَالَ لاَ وَلاَ نَعَمْ. سَكَتَ([1]) .
([1])أخرجه مسلم باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه ح2199-3/44 .
أمنا عائشة ( زهرة الإسلام وقلعة الطهر والعفاف ) ص42
تأليف / أحمد أبو وائل أكرم أيمن عمير