:: ملتقى فتيات الإسلام ::

:: ملتقى فتيات الإسلام :: (http://www.islamgirls.net/vb/index.php)
-   ♥ رِيَآضُ اَلْصَّآلِحَآت ♥ (http://www.islamgirls.net/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   جوانب من شخصية الطاهرة ~ رضي الله عنها وأرضاها... (http://www.islamgirls.net/vb/showthread.php?t=4650)

طموح داعية 01-14-2011 02:52 PM

لقد كانت رضي الله عنها رمزاً في الكرم ، وغايةً في العظمة وسخاء النفس ، كيف لا وقد تعلمتها ممن كان أصل الكرم والوفاء ؛ ومعلم البشرية كلها أخلاق الخير؟
بعث معاوية رضي الله عنه وعن أبيه إليها مرة بمائة ألف درهم ؛ فما أمست حتى فرقتها ، فقالت لها خادمتها: لو اشتريت لنا منها بدرهم لحماً؟ فقالت: ألا قلتِ لي.
وقال عطاء: إن معاوية بعث لها بقلادة بمائة ألف ، فقسمتها بين أمهات المؤمنين.
وقال عروة –ابن أختها-:إن عائشة تصدقت بسبعين ألفاً ، وإنها لترقع جانب درعها0 رضي الله عنها...
شعر تجود بالنفس إن ضن البخيل بها
والجود بالنفس أغلى غاية الجود
وبعث إليها ابن الزبير رضي الله عنه بمال بلغ مائة ألف ، فدعت بطبق ؛ فجعلت تقسم في الناس ، فلما أمست ؛ قالت: هاتي يا جارية فطوري ، فقالت: يا أم المؤمنين أَما استطعت أن تشتري لنا لحماً بدرهم؟ قالت: لا تعنفيني ، لو ذكرتيني لفعلت.
وكانت قمة التواضع فلا ترى نفسها شيئاً- وهيَ من هيَ؟ –وكانت تخاف ثناء الناس عليها فلا تودّ سماعه مخافة الفتنة..
جاء ابن عباس رضي الله عنهما يستأذن على عائشة ، وهي في الموت ، وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن ؛ فقيل لها: هذا ابن عباس يستأذن ، قالت: دعني من ابن عباس لا حاجة لي به ولا بتزكيته ، فقال عبد الله: يا أمّه..إن ابن عباس من صالحي بنيك ، يودِّعك ويسلم عليك.
قالت: فأْذن له إن شئت ؛ قال: فجاء ابن عباس ، فلما قعد قال: أبشري فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب ، وتلقي محمداً صلى الله عليه وسلم والأحبة ؛ إلا أن تفارق روحُك جسدك0
كنت أحبَّ نساءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، ولم يكن يحب إلا طيباً ، سقطت قلادتك ليلة الأبواء ، وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلقطها ؛ فأصبح الناس ليس معهم ماء ، فأنزل الله :" فتيمموا صعيداً طيباً" ؛ فكان ذلك من سببك ، وما أنزل الله بهذه الأمة من الرخصة ؛ ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات ، فأصبح ليس مسجدٌ يذكرُ فيه اسم الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار ؛ قالت: دعني يا ابن عباس ؛ فوالله وددت أني كنت نسياً منسياً.
وقال ابن أبي مُليكة: إن ابن عباس استأذن على عائشة وهي مغلوبة فقالت: أخشى أن يُثني عليًّ ، فقيل: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ومن وجوه المسلمين ، قالت: ائذنوا له ؛ فقال: كيف تجدينك؟
فقالت: بخير إن اتَّقيتُ ، قال: فأنت بخير إن شاء الله ، زوجةُ رسول الله ولم يتزوج بكراً غيرك ، ونزل عذرك من السماء ؛ فلما جاء ابن الزبير ، قالت: جاء ابن عباس وأثنى عليًّ وودت أني كنت نسياً منسياً.رضي الله عنها قمة التواضع ؛ ومنتهى الذلة لله ؛ وهي تعلم أنها من أهل الجنة ؛ المحبوبة لخالقها سبحانه.


أمنا عائشة ( زهرة الإسلام وقلعة الطهر والعفاف ) ص50 / 51

تأليف / أحمد أبو وائل أكرم أيمن عمير




الساعة الآن +3: 12:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: فتيات الإسلام ::