:: ملتقى فتيات الإسلام ::

:: ملتقى فتيات الإسلام :: (http://www.islamgirls.net/vb/index.php)
-   إمتــاع تِقَنـي (http://www.islamgirls.net/vb/forumdisplay.php?f=61)
-   -   تأملات في كتاب الله |متجدد| (http://www.islamgirls.net/vb/showthread.php?t=5645)

نسمات عابرة 05-21-2011 09:19 PM

تأملات في كتاب الله |متجدد|
 
السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته

قال تعالى في محكم القرآن : { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب } | ص:29 |
تدبر القرآن مقصد أساس من مقاصد نزول القرآن الكريم، فهو السبيل لفهم أحكامه،
وهو الطريق لبيان غاياته ومقاصده؛ فلا يُفهم القرآن حق الفهم، ولا تُعرف مقاصده وغاياته حق المعرفة،
إلا بالوقوف عند آياته وتدبرها حق التدبر، لكشف ما وراءها من حكم ومعانٍ .

لذلك أردت بهذا الموضوع أن نقف وقفات يسيره مع بعض آيات الذكر الحكيم لتحيا به قلوبنا
ففي كل أسبوع بإذن الله سأقوم بوضع آية من كتآب الله مع شرحها وتفسيرها
.. لنتأملها ونتدبر معانيها ونعمل بما فيها ..
وإن أردتم إضافة أي فائده حول الآيه المطروحه كإعجاز قرآني فيها وغيره فلكم ذلك باذن الله
أسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وذهاب أحزاننا
اللهم آميين

في الرد القادم بإذن الله نبتدأ بأول آيه ..|


نسمات عابرة 05-21-2011 09:39 PM



بسم الله نبدأ


[1]
" اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ " [ الشورى:47 ].


[FLASH=http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01306001039.swf]width=100 height=100[/FLASH]
يأمر تعالى عباده بالاستجابة له، بامتثال ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، وبالمبادرة بذلك وعدم التسويف، مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْم القيامة الذي إذا جاء لا يمكن رده واستدراك الفائت، وليس للعبد في ذلك اليوم ملجأ يلجأ إليه، فيفوت ربه، ويهرب منه.
بل قد أحاطت الملائكة بالخليقة من خلفهم، ونودوا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ وليس للعبد في ذلك اليوم نكير لما اقترفه وأجرمه، بل لو أنكر لشهدت عليه جوارحه.
وهذه الآية ونحوها، فيها ذم الأمل، والأمر بانتهاز الفرصة في كل عمل يعرض للعبد، فإن للتأخير آفات.
:
المصدر : تفسير السعدي رحمه الله
http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=42&t=saady&l=arb&nAya=47#42_47



وقفة أخرى ..!
في جانب تنبيه الغافلين نقرأ قوله تعالى: { استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجإ يومئذ وما لكم من نكير } هذه الآية الكريمة وردت عقيب آيات تتحدث عن أهوال يوم القيامة، وما يلاقيه الناس في ذلك اليوم من أمور عظام، تشيب من هولها الولدان، { تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى } (الحج:2)،
فقد جاءت هذه الآية في سياق قوله تعالى: { وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل * وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم * وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل } (الشورى:44-46).

فقوله تعالى: { استجيبوا لربكم } دعوة من الله لعباده إلى لزوم ما أمر به، والانتهاء عما نهى عنه. وهو طلب من الله لعباده يومئ بالإشفاق عليهم من عدم التزامهم شرعه سبحانه، والتنكب عن أوامره. وهو طلب يومئ أيضاً بالخوف على العباد من أن تغرهم الحياة الدنيا، التي هي دار غرور وعبور، وتبعدهم عن الآخرة، التي هي المرجع الأبدي والمآب السرمدي.
وقوله سبحانه: { يوم لا مرد له } هذا اليوم هو يوم القيامة، وهو يوم لا شك في مجيئه ووقوعه، ولا مناص ولا مهرب من وقوف الناس فيه، لا فرق فيه بين غني وفقير، ولا بين قوي وضعيف، ولا بين أبيض وأسود، فالكل فيه في موقف رهيب، ينتظر جزاء عمله، ويترقب خاتمة مصيره.
وقوله عز وجل: { ما لكم من ملجإ }، الملجأ: هو المكان الذي يصير إليه المرء للتوقي فيه من خطر محدق، ويطلق مجازاً على الناصر، وهو المراد في الآية، والمعنى: ما لكم من شيء يقيكم من العذاب، بل هو واقع بكل من أعرض عن شرع ربه، ونازل بكل من نأى بنفسه عن أمر الله.
وقوله تعالى: { وما لكم من نكير }، أي: ما لكم إنكار لما جُوزيتم به، ولا يسعكم إلا الاعتراف دون تهرب. ويتجه أيضاً أن يكون المراد: لا تقدرون أن تنكروا شيئاً مما اقترفتموه من الأعمال.
والمعنى المجمل لهذه الآية، أنه سبحانه يطلب من عباده أن يجيبوا داعي الله، ويؤمنوا به، ويتبعوه فيما جاء به، من قبل أن يأتي يوم لا مردَّ لمجيئه، وذلك يوم القيامة، ذلك اليوم الذي لا احتراز منه ولا مفر، كما قال سبحانه: { يقول الإنسان يومئذ أين المفر * كلا لا وزر * إلى ربك يومئذ المستقر } (القيامة:10-12)، فلا عاصم لأحد مما هو واقع من عذاب الله على كل كاذب كفار، ولا دافع لما هو نازل على كل مسرف مرتاب، بل كل مشغول بما هو فيه.
فالموفق كل التوفيق من لبى دعوة الله، ولزم شرعه، وجعل الآخرة وجهته، والخاسر غاية الخسران من غفل عن دعوة ربه، وأعرض عن شرعه ونهجه، وجعل الدنيا أكبر همه، ومبلغ علمه، ولم يستعد لذلك اليوم، حتى إذا ما أصبح واقعاً محققاً، علم أن الله حق، وندم على ما قدمت يداه، ولات ساعة مندم، كما قال سبحانه { فنادوا ولات حين مناص } (ص:3)، فليس في ذلك الحين فرار من العذاب، ولا هرب مما هو واقع، وقد حقت كلمة العذاب على الكافرين والظالمين، ولا توبة تنفع أحداً في ذلك الحين، قال تعالى: { قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها } (المؤمنون: 99-100).
وبعد، فحريٌّ بالمسلم - في غمار هذه الحياة ومجرياتها - أن يستحضر هذه الآية على الدوام، وأن يتأمل ذلك اليوم الموعود، ويعد له العدة المطلوبة، ويتأهب له غاية التأهب، فمن عمل لذلك فقد فاز فوزاً عظيماً، ومن أعرض عنه فقد ضل ضلالاً بعيدًا، وليتذكر قوله سبحانه: { إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين } (الأنعام:134).



نسمات عابرة 05-25-2011 03:55 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

[2]

" وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ (23) " [ ابراهيم 22-23 ]


[FLASH=http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01306328007.swf]width=100 height=100[/FLASH]


أي: ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ ) الذي هو سبب لكل شر يقع ووقع في العالم، مخاطبا لأهل النار ومتبرئا منهم ( لَمَّا قُضِيَ الأمْرُ ) ودخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار.
( إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ ) على ألسنة رسله فلم تطيعوه، فلو أطعتموه < 1-425 > لأدركتم الفوز العظيم، ( وَوَعَدْتُكُمْ ) الخير ( فَأَخْلَفْتُكُمْ ) أي: لم يحصل ولن يحصل لكم ما منيتكم به من الأماني الباطلة.


( وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ ) أي: من حجة على تأييد قولي، ( إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ) أي: هذا نهاية ما عندي أني دعوتكم إلى مرادي وزينته لكم، فاستجبتم لي اتباعا لأهوائكم وشهواتكم، فإذا كانت الحال بهذه الصورة ( فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ) فأنتم السبب وعليكم المدار في موجب العقاب، ( مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ ) أي: بمغيثكم من الشدة التي أنتم بها ( وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ) كل له قسط من العذاب.

( إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ) أي: تبرأت من جعلكم لي شريكا مع الله فلست شريكا لله ولا تجب طاعتي، ( إِنَّ الظَّالِمِينَ ) لأنفسهم بطاعة الشيطان ( لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) خالدين فيه أبدا.


وهذا من لطف الله بعباده ،أن حذرهم من طاعة الشيطان وأخبر بمداخله التي يدخل منها على الإنسان ومقاصده فيه، وأنه يقصد أن يدخله النيران، وهنا بين لنا أنه إذا دخل النار وحزبه أنه يتبرأ منهم هذه البراءة، ويكفر بشركهم وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ

واعلم أن الله ذكر في هذه الآية أنه ليس له سلطان، وقال في آية أخرى إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ فالسلطان الذي نفاه عنه هو سلطان الحجة والدليل، فليس له حجة أصلا على ما يدعو إليه، وإنما نهاية ذلك أن يقيم لهم من الشبه والتزيينات ما به يتجرؤون على المعاصي.

وأما السلطان الذي أثبته فهو التسلط بالإغراء على المعاصي لأوليائه يؤُزّهم إلى المعاصي أزّا، وهم الذين سلطوه على أنفسهم بموالاته والالتحاق بحزبه، ولهذا ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.


:
المصدر: تفسير السعدي رحمه الله
http://www.qurancomplex.org/quran/ta...&nAya=22#14_22

هاشمية 05-25-2011 05:55 PM

وَعليكم السَلام ورحححمة الله

مااشششاء الله عليكِ يَ نسسمآت
جججهد رائع
جزاكِ الله خيير

يثثثبت =)

نسمات عابرة 05-27-2011 02:05 PM

شكرا جزيلا لكِ أختي هدوء على المرور
وجزاكِ الله كل خير على التثبيت
أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته
وجزا الله المتابعين جميييعا كل خير
:
وانتظروني غداً السبت مع آية جديدة بإذن الله

نسمات عابرة 05-28-2011 10:13 AM


بسم الله الرحمن الرحيم

[3]

" مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا (21) " [ سورة الإسراء 18-21 ].

[FLASH=http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01306566286.swf]width=100 height=100[/FLASH]

يخبر تعالى أن (مَنْ كَانَ يُرِيدُ ) الدنيا ( العاجلة ) المنقضية الزائلة فعمل لها وسعى، ونسي المبتدأ أو المنتهى أن الله يعجل له من حطامها ومتاعها ما يشاؤه ويريده مما كتب [الله] له في اللوح المحفوظ ولكنه متاع غير نافع ولا دائم له.
ثم يجعل له في الآخرة ( جَهَنَّمَ يَصْلاهَا ) أي: يباشر عذابها ( مَذْمُومًا مَدْحُورًا ) أي: في حالة الخزي والفضيحة والذم من الله ومن خلقه، والبعد عن رحمة الله فيجمع له بين العذاب والفضيحة.
(وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ ) فرضيها وآثرها على الدنيا ( وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا ) الذي دعت إليه الكتب السماوية والآثار النبوية فعمل بذلك على قدر إمكانه ( وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
( فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ) أي: مقبولا منمى مدخرا لهم أجرهم وثوابهم عند ربهم.
ومع هذا فلا يفوتهم نصيبهم من الدنيا فكلا يمده الله منها لأنه عطاؤه وإحسانه.
( وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ) أي: ممنوعا من أحد بل جميع الخلق راتعون بفضله وإحسانه.
( انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) في الدنيا بسعة الأرزاق وقلتها، واليسر والعسر والعلم والجهل والعقل والسفه وغير ذلك من الأمور التي فضل الله العباد بعضهم على بعض بها.
( وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا ) فلا نسبة لنعيم الدنيا ولذاتها إلى الآخرة بوجه من الوجوه.
فكم بين من هو في الغرف العاليات واللذات المتنوعات والسرور والخيرات والأفراح ممن هو يتقلب في الجحيم ويعذب بالعذاب الأليم، وقد حل عليه سخط الرب الرحيم وكل من الدارين بين أهلها من التفاوت ما لا يمكن أحدا عده.


المصدر : تفسير الإمام السعدي رحمه الله تعالى
http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=17&t=saady&l=arb&nAya=18#17_18

نسمات عابرة 05-31-2011 12:41 PM

ملا حظة بسيطه /
.. القآرئ في الآيه
محمود علي البنا <~ الأولى
فارس عباد <~ الثآنيه
عبد الباسط عبد الصمد <~ الثآلثة

نسمات عابرة 05-31-2011 12:43 PM

الثلاثاء .. 28/6/1432

بسم الله
الرحمن الرحيم


[4]

" ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين ( 87 ) وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون ( 88 ) من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذآمنون ( 89 ) ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ( 90 ) " [ النمل 87 - 90 ]


[FLASH=http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01306834997.swf]width=100 height=100[/FLASH]


يخوف تعالى عباده ما أمامهم من يوم القيامة وما فيه من المحن والكروب، ومزعجات القلوب فقال: ( وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ ) بسبب النفخ فيه (مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ ) أي: انزعجوا وارتاعوا وماج بعضهم ببعض خوفا مما هو مقدمة له. ( إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ) ممن أكرمه الله وثبته وحفظه من الفزع. ( وَكُلٌّ ) من الخلق عند النفخ في الصور ( أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) صاغرين ذليلين، كما قال تعالى: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ففي ذلك اليوم يتساوى الرؤساء والمرءوسون في الذل والخضوع لمالك الملك.
ومن هوله أنك ( تَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ) لا تفقد [شيئا] منها وتظنها باقية على الحال المعهودة وهي قد بلغت منها الشدائد والأهوال كل مبلغ وقد تفتت ثم تضمحل وتكون هباء منبثا. ولهذا قال: ( وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) من خفتها وشدة ذلك الخوف وذلك ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) فيجازيكم بأعمالكم.
ثم بين كيفية جزائه فقال: ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ) اسم جنس يشمل كل حسنة قولية أو فعلية أو قلبية ( فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا) هذا أقل التفضيل .
< 1-611 >
( وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) أي: من الأمر الذي فزع الخلق لأجله آمنون وإن كانوا يفزعون معهم.
( وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ) اسم جنس يشمل كل سيئة ( فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) أي: ألقوا في النار على وجوههم ويقال لهم: ( هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)




نقلاً من تفسير السعدي رحمه الله
http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.asp?Page=385&l=arb&t=saady#27_88


القآرئ :
عبد الله بصفر

نسمات عابرة 06-04-2011 03:23 PM

السبت .. 2/7/1432 هـ

بسم الله
الرحمن الرحيم

[5]

" وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً " [مريم:95]


[FLASH=http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01307190115.swf]width=100 height=100[/FLASH]


هذه الآية الكريمة، تقرر مرجعية الناس كلهم إلى الله بعد أن يتخلوا عن كل إمكانياتهم وقدراتهم، وما كانوا يظنون أنه يمكن أن ينفعهم وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً [مريم:95] بدون مال، وجاه، ومنصب، وولد، وبلا حول، ولا قوة، بل كما قال الله عز وجل: وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ [الأنعام:94] يُخلق الإنسان ويأتي إلى الدنيا فرداً، ويستقبل في خرقة، ويعيش فترة من العمر إلى أن يموت، ثم يموت ويرجع إلى الله فرداً مودعاً في خرقة أخرى وهي خرقة الكفن، وهو بين الخرقتين حياته تتوقف ومصيره في الآخرة على ضوء سلوكه وعمله فيما بين الخرقتين: وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ [الأنعام:94] ما خولكم الله عز وجل من المال والأولاد و الزوجات والدور والقصور والجاه والمكانة والمنصب والرتب كلها تركتموها وراء ظهوركم وجاء الإنسان إلى الله، يخرج من الدنيا كما تخرج الشعرة من العجين، جاء بالعمل: إما حسنات وإما سيئات؛ حسنات اكتسبها من سيره في طريق الله، والتزامه بكتاب الله، وتمسكه بسنة رسول الله صلـى الله عليه وسلـم فاكتسب الحسنات. أو سيئات حملها على ظهره نتيجة وقوعه فيما حرم الله، أو تركه لما أمر الله، وأما تصديقه لما أخبر الله فيحمل إما سيئات أو حسنات يقول الله عز وجل: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النمل:89-90] ما هو إلا ما كنتم تجمعون وتحتلون من الدنيا هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النمل:90] القضية قضية عمل، عندك عمل تنجو وتفلح، ليس عندك عمل تسقط ولو كنت من كنت، إن الله لا ينظر إلى الصور والأجسام والأشكال، ولكن ينظر فقط إلى القلوب وأعمال القلوب الحية السليمة المطمئنة الرقيقة، المنيبة المخبتة الخاشعة التي تخشع لعظمة الله. فهذه القلوب الله عز وجل يرفع بها أصحابها يوم القيامة بالعمل الصالح، من جاء بالحسنة.. العملة الدارجة يوم القيامة ليست الريال ولا الدرهم ولا الدينار ولا الدولار وإنما الحسنات فقط. بعض الناس في الدنيا فقير المال لكنه مليونير حسنات، وبعض الناس في الدنيا غني في المال لكن ليس عنده حسنة، فقير في الآخرة -والعياذ بالله- ولهذا يقال: إذا رأيت أحداً ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة، إذا نافسك في الدنيا يبني بجوارحك أربعة خمسة أدوار، ابن أنت في الجنة واشتغل في القرآن، احفظ كتاب الله، حفظ زوجتك وأولادك وبناتك كتاب الله، اذهب كل يوم إلى المسجد، كل يوم أنت وأهلك، زوجتك مع الأمهات، وبناتك مع التلميذات، وأولادك مع الأولاد، وأنت مع الكبار في المسجد من بعد العصر إلى بعد العشاء في الحلقات؛ تخرجون وعندكم مثل الجبال من الحسنات، لماذا؟ لأن بكل حرفٍ من القرآن تقرءونه عشر حسنات (لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) ما هذه التجارة يا إخواني؟! ولكن ما بال الناس يزهدون فيها؛ لأنهم لا يعرفون قيمة الحسنات، ولا يعرف قيمة الحسنات إلا العالم بالله، مثل الذهب لا يعرفه إلا صاحب الخبرة، ولو أتيت بالذهب عند الفحام، فسوف يرميه لأنه يريد فحماً فقط، وأيضاً لو أتيت عند الذي يجمع البعر والروث كي يفعل به سماداً لرماه لا يعلم أنه ذهب، وكذلك الذي يعرف الله ويعرف دين الله وحقيقة الحياة يعرف قيمة الحسنات، ولهذا يجمع فيها ويحصل منها ويسابق إليها ولا يشبع من خيرٍ حتى تكون نهايته الجنة. قال تعالى: وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً [مريم:95]




المصدر : مقطع من محاضره للشيخ سعيد بن مسفر القحطاني .
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=108760





القآرئ ..
عبد الباسط عبد الصمد

إيماني عنواني 06-04-2011 06:37 PM

جزاكِ الرحمن جنات النعيم

غاليتي نسمات
ربي لا يحرمكِ أجر هذا العمل الصالح
بحق رآآآئع شيق جداً
جعله الله في ميزان حسناتك
بشوقٍ إلى الحلقة القادمة

نسمات عابرة 06-05-2011 06:09 PM

وإيآكِ أختي الغاليه
أنرتِ الموضوع بتواجدكِ
جزآكِ الله كل خيييير
جعلني الله وإياكِ ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة
أسعدني مروركِ كثيرا أختي إيماني عنواني

نسمات عابرة 06-05-2011 06:16 PM

وشكرا جزييييلا لجمييييع المتابعين للموضوع
تسعدني وتشرفني متابعتكم
جزاكم الله كل خير

نسمات عابرة 06-08-2011 07:10 PM

الثلاثاء 1432/7/5 هـ
بسم الله
الرحمن الرحيم
[6]

" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) " [ التوبه 111-112 ]

[FLASH=http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01307549151.swf]width=100 height=100[/FLASH]

يخبر تعالى خبرا صدقا، ويعد وعدا حقا بمبايعة < 1-353 > عظيمة، ومعاوضة جسيمة، وهو أنه (اشْتَرَى) بنفسه الكريمة (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ) فهي المثمن والسلعة المبيعة.
(بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) التي فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين من أنواع اللذات والأفراح، والمسرات، والحور الحسان، والمنازل الأنيقات.
وصفة العقد والمبايعة، بأن يبذلوا للّه نفوسهم وأموالهم في جهاد أعدائه، لإعلاء كلمته وإظهار دينه فـ (يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) فهذا العقد والمبايعة، قد صدرت من اللّه مؤكدة بأنواع التأكيدات.
(وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ) التي هي أشرف الكتب التي طرقت العالم، وأعلاها، وأكملها، وجاء بها أكمل الرسل أولو العزم، وكلها اتفقت على هذا الوعد الصادق.
(وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا) أيها المؤمنون القائمون بما وعدكم اللّه، (بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ) أي: لتفرحوا بذلك، وليبشر بعضكم بعضا، ويحث بعضكم بعضا.
(وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) الذي لا فوز أكبر منه، ولا أجل، لأنه يتضمن السعادة الأبدية، والنعيم المقيم، والرضا من اللّه الذي هو أكبر من نعيم الجنات، وإذا أردت أن تعرف مقدار الصفقة، فانظر إلى المشتري من هو؟ وهو اللّه جل جلاله، وإلى العوض، وهو أكبر الأعواض وأجلها، جنات النعيم، وإلى الثمن المبذول فيها، وهو النفس، والمال، الذي هو أحب الأشياء للإنسان.
وإلى من جرى على يديه عقد هذا التبايع، وهو أشرف الرسل، وبأي كتاب رقم، وهي كتب اللّه الكبار المنزلة على أفضل الخلق.
كأنه قيل: من هم المؤمنون الذين لهم البشارة من اللّه بدخول الجنات ونيل الكرامات؟ فقال: هم (التَّائِبُونَ) أي: الملازمون للتوبة في جميع الأوقات عن جميع السيئات.
(الْعَابِدُونَ) أي: المتصفون بالعبودية للّه، والاستمرار على طاعته من أداء الواجبات والمستحبات في كل وقت، فبذلك يكون العبد من العابدين.
(الْحَامِدُونَ) للّه في السراء والضراء، واليسر والعسر، المعترفون بما للّه عليهم من النعم الظاهرة والباطنة، المثنون على اللّه بذكرها وبذكره في آناء الليل وآناء النهار.
(السَّائِحُونَ) فسرت السياحة بالصيام، أو السياحة في طلب العلم، وفسرت بسياحة القلب في معرفة اللّه ومحبته، والإنابة إليه على الدوام، والصحيح أن المراد بالسياحة: السفر في القربات، كالحج، والعمرة، والجهاد، وطلب العلم، وصلة الأقارب، ونحو ذلك.
(الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ) أي: المكثرون من الصلاة، المشتملة على الركوع والسجود.
(الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ) ويدخل فيه جميع الواجبات والمستحبات.
(وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ) وهي جميع ما نهى اللّه ورسوله عنه.
(وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ) بتعلمهم حدود ما أنزل اللّه على رسوله، وما يدخل في الأوامر والنواهي والأحكام، وما لا يدخل، الملازمون لها فعلا وتركا.
(وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) لم يذكر ما يبشرهم به، ليعم جميع ما رتب على الإيمان من ثواب الدنيا والدين والآخرة، فالبشارة متناولة لكل مؤمن.
وأما مقدارها وصفتها فإنها بحسب حال المؤمنين، وإيمانهم، قوة، وضعفا، وعملا بمقتضاه.

القآرئ ..
عزت العناني

نسمات عابرة 06-12-2011 11:32 AM

السبت 1432/7/9 هـ

بسم الله
الرحمن الرحيم
[7]

" يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا
لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ
قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) " [ الحج 73 - 74 ]

[FLASH="http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01307867498.swf"]width=100 height=100 t=1[/FLASH]

هذا مثل ضربه الله لقبح عبادة الأوثان، وبيان نقصان عقول من عبدها، وضعف الجميع، فقال: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ )
هذا خطاب للمؤمنين والكفار، المؤمنون يزدادون علما وبصيرة، والكافرون تقوم
عليهم الحجة، ( ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ) أي: ألقوا إليه أسماعكم، وتفهموا ما احتوى عليه، ولا
يصادف منكم قلوبا لاهية، وأسماعا معرضة، بل ألقوا إليه القلوب والأسماع، وهو هذا: ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ )
شمل كل ما يدعى من دون الله، ( لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا ) الذي هو من أحقر
المخلوقات وأخسها، فليس في قدرتهم خلق هذا المخلوق الضعيف، فما فوقه من باب أولى، ( وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ )
بل أبلغ من ذلك لو ( يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ) وهذا غاية ما يصير
من العجز. ( ضَعُفَ الطَّالِبُ ) الذي هو المعبود من دون الله ( وَالْمَطْلُوبُ ) الذي هو الذباب، فكل
منهما ضعيف، وأضعف منهما، من يتعلق بهذا الضعيف، وينزله منزلة رب العالمين.
فهذا ما قدر ( اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) حيث سوى الفقير العاجز من جميع الوجوه، بالغني القوي من جميع
الوجوه، سوى من لا يملك لنفسه، ولا لغيره نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، بمن هو
النافع الضار، المعطي المانع، مالك الملك، والمتصرف فيه بجميع أنواع التصريف.
( إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) أي: كامل القوة، كامل العزة، من كمال قوته وعزته، أن نواصي الخلق
بيديه، وأنه لا يتحرك متحرك، ولا يسكن ساكن، إلا بإرادته ومشيئته، فما شاء الله كان وما لم
يشأ لم يكن، ومن كمال قوته، أنه يمسك السماوات والأرض أن تزولا ومن كمال قوته، أنه يبعث
الخلق كلهم، أولهم وآخرهم، بصيحة واحدة، ومن كمال قوته، أنه أهلك الجبابرة والأمم العاتية،
بشيء يسير، وسوط من عذابه.

المصدر / تفسير السعدي رحمه الله
http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=22&t=saady&l=arb&nAya=73#22_73

الإعجآز في الآيه :-

هذا مثل مازال معجزاً للعلم والعلماء بعد ألف سنة من تطور العلم
والتكنولوجيا فمن يستطيع أن يخلق ذبابة على هوانها وتفاهتها ؟ وإذا سلبتك
الذبابة حياتك بمرض تنقله إليك فمن يستطيع أن يرد لك تلك الحياة ؟ بل إنها لو
سلبتك ذرة من النشاء من طعامك فإن عباقرة الكيمياء لو اجتمعوا لا يستطيعون
استرداد هذه الذرة من أمعائها لأنها تتحول فوراً إلى سكر بفعل الخمائر
الهاضمة فما أضعف الطالب والمطلوب، ما أضعف عبقري الكيمياء وما أهون
الذبابة وما أتفه ذرة النشاء في عالم هائل بلا حدود | (13) .

القآرئ ..
سعد الغآمدي

نسمات عابرة 06-14-2011 03:40 PM

الثلاثاء : 1432/7/12 هـ



بسم الله
الرحمن الرحيم
[8]


{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأرْضِ وَلَكِنْ يُنزلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } [ الشورى : 27 ]


[FLASH=http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01308055184.swf]width=100 height=100[/FLASH]


ذكر الله أن من لطفه بعباده، أنه لا يوسع عليهم الدنيا سعة، تضر بأديانهم
فقال: ( وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأرْضِ )
أي: لغفلوا < 1-759 > عن طاعة الله، وأقبلوا على التمتع بشهوات الدنيا،
فأوجبت لهم الإكباب على ما تشتهيه نفوسهم، ولو كان معصية وظلما.
( وَلَكِنْ يُنزلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ ) بحسب ما اقتضاه لطفه وحكمته
( إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ) كما في بعض الآثار أن الله تعالى يقول:
"إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغنى، ولو أفقرته لأفسده ذلك،
وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر، ولو أغنيته لأفسده ذلك،
وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة، ولو أمرضته لأفسده ذلك،
وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا المرض ولو عافيته لأفسده ذلك،
إني أدبر أمر عبادي بعلمي بما في قلوبهم، إني خبير بصير "

القآرئ ..
محمد صديق المنشاوي

نسمات عابرة 06-16-2011 07:08 PM

إبـاء
حيى الله إطلالتكِ المشرقه دومًا
أسأل الله لكِ التوفيق في الدنيا والآخره
ولا تحرميني من تواجدك http://www.islamgirls.net/vb/up/460_21290337455.gif

نسمات عابرة 06-18-2011 12:39 PM

السبت 1432/7/16 هـ

بسم الله
الرحمن الرحيم
[9]

" هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ
لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ " [ الأنعام : 158 ]

[FLASH="http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01308400251.swf"]width=100 height=100 t=1[/FLASH]

يقول تعالى: هل ينظر هؤلاء الذين استمر ظلمهم وعنادهم، ( إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ ) مقدمات العذاب،
ومقدمات الآخرة بأن تأتيهم ( الْمَلائِكَة ) لقبض أرواحهم، فإنهم إذا وصلوا إلى تلك الحال، لم
ينفعهم الإيمان ولا صالح الأعمال. ( أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ ) لفصل القضاء بين العباد، ومجازاة المحسنين
والمسيئين. ( أَوْ يَأْتِي َبَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ) الدالة على قرب الساعة.
( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ) الخارقة للعادة، التي يعلم بها أن الساعة قد دنت، وأن القيامة قد
اقتربت. ( لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ) أي: إذا وجد
بعض آيات الله لم ينفع الكافر إيمانه أن آمن، ولا المؤمنَ المقصر أن يزداد خيرُه بعد ذلك، بل
ينفعه ما كان معه من الإيمان قبل ذلك، وما كان له من الخير المرجوِّ قبل أن يأتي بعض الآيات.
والحكمة في هذا ظاهرة، فإنه إنما كان الإيمان ينفع إذا كان إيمانا بالغيب، وكان اختيارا من
العبد، فأما إذا وجدت الآيات صار الأمر شهادة، ولم يبق للإيمان فائدة، لأنه يشبه الإيمان
الضروري، كإيمان الغريق والحريق ونحوهما، ممن إذا رأى الموت، أقلع عما هو فيه كما قال
تعالى: فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ
لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ < 1-282 > .
وقد تكاثرت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلـى الله عليه وسلـم أن المراد ببعض آيات الله طلوع
الشمس من مغربها وأن الناس إذا رأوها آمنوا فلم ينفعهم إيمانهم ويُغلق حينئذ بابُ التوبة.
ولما كان هذا وعيدا للمكذبين بالرسول صلـى الله عليه وسلـم منتظرا وهم ينتظرون بالنبي صلى
الله عليه وسلم وأتباعه قوارع الدهر ومصائب الأمور قال ( قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ )
فستعلمون أينا أحق بالأمن.
وفي هذه الآية دليل لمذهب أهل السنة والجماعة في إثبات الأفعال الاختيارية لله تعالى كالاستواء
والنزول والإتيان لله تبارك وتعالى من غير تشبيه له بصفات المخلوقين.
وفي الكتاب والسنة من هذا شيء كثير وفيه أن من جملة أشراط الساعة طلوع الشمس من
مغربها وأن الله تعالى حكيم قد جرت عادته وسنته أن الإيمان إنما ينفع إذا كان اختياريا لا
اضطراريا كما تقدم.
وأن الإنسان يكتسب الخير بإيمانه فالطاعة والبر والتقوى إنما تنفع وتنمو إذا كان مع العبد
الإيمان فإذا خلا القلب من الإيمان لم ينفعه شيء من ذلك.

المصدر | تفسير السعدي رحمه الله

القآرئ ..
خليفة الطنيجي

إيماني عنواني 06-20-2011 04:55 AM

بارك الرحمن فيكِ غاليتي نسومة

كم تبهرني حقاً طريقة استخراج العلامة ابن سعدي للفوائد من الآيات
وتبعه في ذلك تلميذه العلامة بن عثيمين
شئٌ عظيم تشعر معه بفيض علمهما وتعمقهما في تدبر آي الذكر!!
رحمهما الله رحمةً واسعة وأسكنهما الفردوس الأعلى

وجزاكِ أنت غاليتي جنات الفردوس
لمجهودكِ المبارك
استمري رعاكِ الل
ه

نسمات عابرة 06-20-2011 07:22 PM

حياكِ الله غاليتي هدوء
الشكر موصول لكِ على تواجدكِ
جزآكِ الله كل خييير
ورزقني واياكِ تدبر القرآن والعمل به
أتمنى ألا تحرميني من تواجدك ومتابعتكِ :قلب:

نسمات عابرة 06-20-2011 07:23 PM

حيى الله أختي إيماني عنواني في موضوعي
أسعدتني بتواجدك وردكِ وتعقيبك
أسأل الله أن يرحم علماء الأمة وأن يرزقنا الاقتداء بهم
اللهم آمييين
أتمنى ألا تحرميني من تواجدك ومتابعتكِ :قلب:

إيماني عنواني 06-21-2011 01:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها نسمات عابرة (المشاركة رقم 52641)
حيى الله أختي إيماني عنواني في موضوعي
أسعدتني بتواجدك وردكِ وتعقيبك
أسأل الله أن يرحم علماء الأمة وأن يرزقنا الاقتداء بهم
اللهم آمييين
أتمنى ألا تحرميني من تواجدك ومتابعتكِ :قلب:


الله يحييكِ حبيبتي
حقيقةً أنا الأسعد بهمتك الرآآئعةhttp://www.islamgirls.net/vb/up/460_01290339154.gif
وكم يسعدني أن أتواجد ها هنا حيث العيش بين آيات كتاب ربنا سبحانه وتعالى
واصلي الطريق حماكِ الله أخيتي..

نسمات عابرة 06-21-2011 11:09 AM

كل الشكر لكِ غاليتي على تشجيعك
وسأتشرف دومًا بمتابعتكِ :قلب:
أسأل الله أن يجعلنا من أهل القران الذين هم أهل الله وخاصته
اللهم آمييين

نسمات عابرة 06-21-2011 11:13 AM

الثلاثاء : 1432/7/19 هـ

بسم الله
الرحمن الرحيم
[10]

" اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " [ الزمر : 23 ]
[FLASH="http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01308642868.swf"]width=100 height=100 t=1[/FLASH]


يخبر تعالى عن كتابه الذي نزله أنه ( أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) على الإطلاق، فأحسن الحديث كلام اللّه،
وأحسن الكتب المنزلة من كلام اللّه هذا القرآن، وإذا كان هو الأحسن، علم أن ألفاظه < 1-723 > أفصح الألفاظ وأوضحها،
وأن معانيه، أجل المعاني، لأنه أحسن الحديث في لفظه ومعناه، متشابها في الحسن والائتلاف وعدم الاختلاف، بوجه من الوجوه.
حتى إنه كلما تدبره المتدبر، وتفكر فيه المتفكر، رأى من اتفاقه، حتى في معانيه الغامضة، ما يبهر الناظرين،
ويجزم بأنه لا يصدر إلا من حكيم عليم، هذا المراد بالتشابه في هذا الموضع.
وأما في قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فالمراد بها،
التي تشتبه على فهوم كثير من الناس، ولا يزول هذا الاشتباه إلا بردها إلى المحكم،
ولهذا قال: مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فجعل التشابه لبعضه، وهنا جعله كله متشابها،
أي: في حسنه، لأنه قال: ( أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) وهو سور وآيات، والجميع يشبه بعضه بعضا كما ذكرنا.
( مَثَانِيَ ) أي: تثنى فيه القصص والأحكام، والوعد والوعيد، وصفات أهل الخير، وصفات أهل الشر،
وتثنى فيه أسماء اللّه وصفاته، وهذا من جلالته، وحسنه، فإنه تعالى، لما علم احتياج الخلق إلى معانيه المزكية للقلوب،
المكملة للأخلاق، وأن تلك المعاني للقلوب، بمنزلة الماء لسقي الأشجار، فكما أن الأشجار كلما بعد عهدها بسقي الماء نقصت،
بل ربما تلفت، وكلما تكرر سقيها حسنت وأثمرت أنواع الثمار النافعة، فكذلك القلب يحتاج دائما إلى تكرر معاني كلام اللّه تعالى عليه،
وأنه لو تكرر عليه المعنى مرة واحدة في جميع القرآن، لم يقع منه موقعا، ولم تحصل النتيجة منه،
ولهذا سلكت في هذا التفسير هذا المسلك الكريم، اقتداء بما هو تفسير له، فلا تجد فيه الحوالة على موضع من المواضع،
بل كل موضع تجد تفسيره كامل المعنى، غير مراع لما مضى مما يشبهه، وإن كان بعض المواضع يكون أبسط من بعض وأكثر فائدة،
وهكذا ينبغي للقارئ للقرآن، المتدبر لمعانيه، أن لا يدع التدبر في جميع المواضع منه، فإنه يحصل له بسبب ذلك خير كثير، ونفع غزير.
ولما كان القرآن العظيم بهذه الجلالة والعظمة، أثَّر في قلوب أولي الألباب المهتدين،
فلهذا قال تعالى: ( تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ) لما فيه من التخويف والترهيب المزعج،
( ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) أي: عند ذكر الرجاء والترغيب، فهو تارة يرغبهم لعمل الخير، وتارة يرهبهم من عمل الشر.
( ذَلِكَ ) الذي ذكره اللّه من تأثير القرآن فيهم ( هُدَى اللَّهِ ) أي: هداية منه لعباده، وهو من جملة فضله وإحسانه عليهم،
( يَهْدِي بِهِ ) أي: بسبب ذلك ( مَنْ يَشَاءُ ) من عباده. ويحتمل أن المراد بقوله: ( ذَلِكَ ) أي: القرآن الذي وصفناه لكم.
( هُدَى اللَّهِ ) الذي لا طريق يوصل إلى اللّه إلا منه ( يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) ممن حسن قصده،
كما قال تعالى يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ
( وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) لأنه لا طريق يوصل إليه إلا توفيقه والتوفيق للإقبال على كتابه،
فإذا لم يحصل هذا، فلا سبيل إلى الهدى، وما هو إلا الضلال المبين والشقاء.


المصدر : تفسير السعدي رحمه الله
http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=39&t=saady&l=arb&nAya=23#39_23


القآرئ ..
محمود خليل الحصري

خمائل 06-21-2011 03:18 PM

بارك ربي هذه الهمة العالية والتميز النادر..
موضوع جميل + تنسيق جذاب + متابعة مستمرة
ماذا بعد هذا من تميز؟!

جعلكِ ربي مباركة أينما كنتِ :قلب:

أسأل الله أن يجعل القرآن حجة لنا لا علينا ويؤتينا أداء حقه تلاوةً وعملاً؛

نسمات عابرة 06-22-2011 12:34 PM

حيآآآآكِ الله خمائل وحيى اطلالتكِ البهيه
أسعدتني جدًا بتواجدكِ وسعدت بكلماتكِ الطيييبه
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا واحزاننا
لا تحرموني من دعواتكم :قلب:

نسمات عابرة 06-25-2011 11:16 AM

السبت : 1432/7/23 هـ


بسم الله
الرحمن الرحيم
[11]

" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ
مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ( 23 ) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ
إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ( 24 ) " [ الأحزاب : 23-24 ]

[FLASH="http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01308988235.swf"]width=100 height=100 t=1[/FLASH]

لما ذكر الله أن المنافقين، عاهدوا اللّه، لا يولون الأدبار، ونقضوا ذلك العهد، ذكر
وفاء المؤمنين به، فقال: ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ ) أي:
وفوا به، وأتموه، وأكملوه، فبذلوا مهجهم في مرضاته، وسبَّلوا أنفسهم في
طاعته.
( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ ) أي: إرادته ومطلوبه، وما عليه من الحق، فقتل في
سبيل اللّه، أو مات مؤديًا لحقه، لم ينقصه شيئًُا.
( وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ) تكميل ما عليه، فهو شارع في قضاء ما عليه، ووفاء نحبه
ولما يكمله، وهو في رجاء تكميله، ساع في ذلك، مجد.
( وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ) كما بدل غيرهم، بل لم يزالوا على العهد، لا يلوون، ولا
يتغيرون، فهؤلاء، الرجال على الحقيقة، ومن عداهم فصورهم صور رجال، وأما
الصفات فقد قصرت عن صفات الرجال.
( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ) أي: بسبب صدقهم، في أقوالهم، وأحوالهم،
ومعاملتهم مع اللّه، واستواء ظاهرهم وباطنهم، قال اللّه تعالى: هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ
الصَّادِقِينَ < 1-662 > صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَدًا الآية.
أي: قدرنا ما قدرنا، من هذه الفتن والمحن، والزلازل، ليتبين الصادق من
الكاذب، فيجزي الصادقين بصدقهم ( وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ ) الذين تغيرت قلوبهم
وأعمالهم، عند حلول الفتن، ولم يفوا بما عاهدوا اللّه عليه.
( إِنْ شَاءَ ) تعذيبهم، بأن لم يشأ هدايتهم، بل علم أنهم لا خير فيهم، فلم يوفقهم.
أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ بأن يوفقهم للتوبة والإنابة، وهذا هو الغالب، على كرم الكريم،
ولهذا ختم الآية باسمين دالين على المغفرة، والفضل، والإحسان فقال: ( إِنَّ
اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ) ( غفورًا ) لذنوب المسرفين على أنفسهم، ولو أكثروا من
العصيان، إذا أتوا بالمتاب. ( رَحِيمًا ) بهم، حيث وفقهم للتوبة، ثم قبلها منهم،
وستر عليهم ما اجترحوه.

المصدر | تفسير السعدي رحمه الله
http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.a
sp?nSora=33&t=saady&l=arb&nAya=21#33_21


القآرئ ..
محمود علي البنا


نسمات عابرة 06-28-2011 02:43 PM

الثلاثاء : 1432/7/26 هـ

بسم الله
الرحمن الرحيم
[12]

" وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ
فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ
(52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54) "
[ ص : 49 - 54 ]

[FLASH=http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01309261384.swf]width=100 height=100[/FLASH]

أي: ( وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ ) ربهم، بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، من كل مؤمن
ومؤمنة، ( لَحُسْنَ مَآبٍ ) أي: لمآبا حسنا، ومرجعا مستحسنا.
ثم فسره وفصله فقال: ( جَنَّاتِ عَدْنٍ ) أي: جنات إقامة، لا يبغي صاحبها بدلا
منها، من كمالها وتمام نعيمها، وليسوا بخارجين منها ولا بمخرجين.
( مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأبْوَابُ ) أي: مفتحة لأجلهم أبواب منازلها ومساكنها، لا يحتاجون
أن يفتحوها هم ، بل هم مخدومون، وهذا دليل أيضا على الأمان التام، وأنه ليس
في جنات عدن، ما يوجب أن تغلق لأجله أبوابها.
( مُتَّكِئِينَ فِيهَا ) على الأرائك المزينات، والمجالس المزخرفات. ( يَدْعُونَ فِيهَا )
أي: يأمرون خدامهم، أن يأتوا ( بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ) من كل ما تشتهيه
نفوسهم، وتلذه أعينهم، وهذا يدل على كمال النعيم، وكمال الراحة والطمأنينة،
وتمام اللذة.
( وَعِنْدَهُمْ ) من أزواجهم، الحور العين ( قَاصِرَاتُ ) طرفهن على أزواجهن،
وطرف أزواجهن عليهن، لجمالهم كلهم، ومحبة كل منهما للآخر، وعدم طموحه
لغيره، وأنه لا يبغي بصاحبه بدلا ولا عنه عوضا. ( أَتْرَابٌ ) أي: على سن واحد،
أعدل سن الشباب وأحسنه وألذه.
( هَذَا مَا تُوعَدُونَ ) أيها المتقون ( لِيَوْمِ الْحِسَابِ ) جزاء على أعمالكم الصالحة.
( إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا ) الذي أوردناه على أهل دار النعيم ( مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ ) أي:
انقطاع، بل هو دائم مستقر في جميع الأوقات، متزايد في جميع الآنات.
وليس هذا بعظيم على الرب الكريم، الرءوف الرحيم، البر الجواد، الواسع الغني،
الحميد اللطيف الرحمن، الملك الديان، الجليل الجميل المنان، ذي الفضل الباهر،
والكرم المتواتر، الذي لا تحصى نعمه، ولا يحاط ببعض بره.

المصدر | تفسير السعدي رحمه الله
http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=38&t=saady&l=arb&nAya=45#38_45


القآرئ ..
عبد الرحمن السديس

نسمات عابرة 07-02-2011 12:11 PM

السبت : 1432/8/1 هـ

بسم الله
الرحمن الرحيم
[13]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ
رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ
وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونا
(10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا (11) } [ الأحزاب : 9-11 ]

[FLASH=http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01309597836.swf]width=100 height=100[/FLASH]

يذكر تعالى عباده المؤمنين، نعمته عليهم، ويحثهم على شكرها، حين جاءتهم
جنود أهل مكة والحجاز، من فوقهم، وأهل نجد، من أسفل منهم، وتعاقدوا < 1
-660 > وتعاهدوا على استئصال الرسول والصحابة، وذلك في وقعة الخندق.
ومالأتهم [طوائف] اليهود، الذين حوالي المدينة، فجاءوا بجنود عظيمة وأمم
كثيرة.
وخندق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، على المدينة، فحصروا المدينة، واشتد
الأمر، وبلغت القلوب الحناجر، حتى بلغ الظن من كثير من الناس كل مبلغ، لما
رأوا من الأسباب المستحكمة، والشدائد الشديدة، فلم يزل الحصار على المدينة،
مدة طويلة، والأمر كما وصف اللّه: ( وَإِذْ زَاغَتِ الأبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ
وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ) أي: الظنون السيئة، أن اللّه لا ينصر دينه، ولا يتم كلمته.
( هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ ) بهذه الفتنة العظيمة ( وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا ) بالخوف
والقلق، والجوع، ليتبين إيمانهم، ويزيد إيقانهم، فظهر -وللّه الحمد- من إيمانهم،
وشدة يقينهم، ما فاقوا فيه الأولين والآخرين.
وعندما اشتد الكرب، وتفاقمت الشدائد، صار إيمانهم عين اليقين، وَلَمَّا رَأَى
الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا
زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا

المصدر | تفسير السعدي رحمه الله

http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.a
sp?nSora=33&t=saady&l=arb&nAya=8#33_8

القآرئ ..
عبد الباسط عبد الصمد

نسمات عابرة 07-05-2011 07:25 PM

الثلاثاء : 1432/8/4 هـ

بسم الله
الرحمن الرحيم
[14]

" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) " [ البقرة : 155 - 157 ]

[FLASH=http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01309883070.swf]width=100 height=100[/FLASH]

أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن, ليتبين الصادق من الكاذب, والجازع من الصابر,
وهذه سنته تعالى في عباده؛ لأن السراء لو استمرت لأهل الإيمان, ولم يحصل معها محنة,
لحصل الاختلاط الذي هو فساد, وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر. هذه فائدة
المحن, لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان, ولا ردهم عن دينهم, فما كان الله ليضيع إيمان
المؤمنين، فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ ) من الأعداء ( وَالْجُوعِ )
أي: بشيء يسير منهما؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله, أو الجوع, لهلكوا, والمحن تمحص لا تهلك.
( وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ ) وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية, وغرق,
وضياع, وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة, وقطاع الطريق وغير ذلك.
( وَالأنْفُسِ ) أي: ذهاب الأحباب من الأولاد, والأقارب, والأصحاب, ومن أنواع الأمراض
في بدن العبد, أو بدن من يحبه، ( وَالثَّمَرَاتِ ) أي: الحبوب, وثمار النخيل, والأشجار كلها,
والخضر ببرد, أو برد, أو حرق, أو آفة سماوية, من جراد ونحوه.
فهذه الأمور, لا بد أن تقع, لأن العليم الخبير, أخبر بها, فوقعت كما أخبر، فإذا وقعت انقسم
الناس قسمين: جازعين وصابرين، فالجازع, حصلت له المصيبتان, فوات المحبوب, وهو
وجود هذه المصيبة، وفوات ما هو أعظم منها, وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر، ففاز بالخسارة والحرمان,
ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكران, وحصل [له] السخط الدال على شدة النقصان.
وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب, فحبس نفسه عن التسخط, قولا وفعلا
واحتسب أجرها عند الله, وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له,
بل المصيبة تكون نعمة في حقه, لأنها صارت طريقا لحصول ما هو خير له وأنفع منها, فقد امتثل أمر الله,
وفاز بالثواب، فلهذا قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب.
فالصابرين, هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة, والمنحة الجسيمة، ثم وصفهم بقوله:
( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ ) وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما مما تقدم ذكره.
( قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ ) أي: مملوكون لله, مدبرون تحت أمره وتصريفه, فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء،
فإذا ابتلانا بشيء منها, فقد تصرف أرحم الراحمين, بمماليكه وأموالهم, فلا اعتراض عليه،
بل من كمال عبودية العبد, علمه, بأن وقوع البلية من المالك الحكيم, الذي أرحم بعبده من نفسه،
فيوجب له ذلك, الرضا عن الله, والشكر له على تدبيره, لما هو خير لعبده, وإن لم يشعر بذلك،
ومع أننا مملوكون لله, فإنا إليه راجعون يوم المعاد, فمجاز كل عامل بعمله،
فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده، وإن جزعنا وسخطنا, لم يكن حظنا إلا السخط
وفوات الأجر، فكون العبد لله, وراجع إليه, من أقوى أسباب الصبر.
( أُولَئِكَ ) الموصوفون بالصبر المذكور ( عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ) أي: ثناء وتنويه
بحالهم ( وَرَحْمَةٌ ) عظيمة، ومن رحمته إياهم, أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر،
( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) الذين عرفوا الحق, وهو في هذا الموضع,
علمهم بأنهم لله, وأنهم إليه راجعون, وعملوا به وهو هنا صبرهم لله.
ودلت هذه الآية, على أن من لم يصبر, فله ضد ما لهم, فحصل له الذم من الله, والعقوبة,
والضلال والخسار، فما أعظم الفرق بين الفريقين وما أقل تعب الصابرين, وأعظم عناء الجازعين،
فقد اشتملت هاتان الآيتان على توطين النفوس على المصائب قبل وقوعها, لتخف وتسهل, إذا وقعت،
وبيان ما تقابل به, إذا وقعت, وهو الصبر، وبيان ما يعين على الصبر, وما للصابر من الأجر،
ويعلم حال غير الصابر, بضد حال الصابر.
وأن هذا الابتلاء والامتحان, سنة الله التي قد خلت, ولن تجد لسنة الله تبديلا وبيان أنواع المصائب.

المصدر | تفسير السعدي رحمه الله


القآرئ ..
محمد أيوب

نسمات عابرة 07-09-2011 11:22 AM

السبت : 1432/8/8 هـ


بسم الله
الرحمن الرحيم

[15]

" لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ
وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ
وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ
الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا (120) " [ النساء : 118-120 ]

[FLASH="http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01310199695.swf"]width=100 height=100 t=1[/FLASH]

.. لعنه الله وأبعده عن رحمته، فكما أبعده الله من رحمته يسعى في إبعاد العباد
عن رحمة الله. إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ولهذا أخبر الله عن
سعيه في إغواء العباد، وتزيين الشر لهم والفساد وأنه قال لربه مقسما: (
لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ) أي: مقدرا. علم اللعين أنه لا يقدر على
إغواء جميع عباد الله، وأن عباد الله المخلصين ليس له عليهم سلطان، وإنما
سلطانه على من تولاه، وآثر طاعته على طاعة مولاه.
وأقسم في موضع آخر ليغوينهم لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
فهذا الذي ظنه الخبيث وجزم به، أخبر الله تعالى بوقوعه بقوله: وَلَقَدْ صَدَّقَ
عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
وهذا النصيب المفروض الذي أقسم لله إنه يتخذهم ذكر ما يريد بهم وما يقصده
لهم بقوله: ( وَلأضِلَّنَّهُمْ ) أي: عن الصراط المستقيم ضلالا في العلم، وضلالا في
العمل.
( وَلأمَنِّيَنَّهُمْ ) أي: مع الإضلال، لأمنينهم أن ينالوا ما ناله المهتدون. وهذا هو
الغرور بعينه، فلم يقتصر على مجرد إضلالهم حتى زين لهم ما هم فيه من
الضلال. وهذا زيادة شر إلى شرهم حيث عملوا أعمال أهل النار الموجبة للعقوبة
وحسبوا أنها موجبة للجنة، واعتبر ذلك باليهود والنصارى ونحوهم فإنهم كما
حكى الله عنهم، وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ
كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ || قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا .
وقال تعالى عن المنافقين إنهم يقولون يوم القيامة للمؤمنين: أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ
قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ
اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ .
وقوله: ( وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأنْعَامِ ) أي: بتقطيع آذانها، وذلك كالبحيرة
والسائبة والوصيلة والحام فنبه ببعض ذلك على جميعه، وهذا نوع من الإضلال
يقتضي تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله، ويلتحق بذلك من الاعتقادات
الفاسدة والأحكام الجائرة ما هو من أكبر الإضلال. ( وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ
) وهذا يتناول تغيير الخلقة الظاهرة بالوشم، والوشر والنمص والتفلج للحسن،
ونحو ذلك مما أغواهم به الشيطان فغيروا خلقة الرحمن.
وذلك يتضمن التسخط من خلقته والقدح في حكمته، واعتقاد أن ما يصنعون
بأيديهم أحسن من خلقة الرحمن، وعدم الرضا بتقديره وتدبيره، ويتناول أيضا
تغيير الخلقة الباطنة، فإن الله تعالى خلق عباده حنفاء مفطورين على قبول الحق
وإيثاره، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن هذا الخلق الجميل، وزينت لهم الشر
والشرك والكفر والفسوق والعصيان.
فإن كل مولود يولد على الفطرة ولكن أبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه،
ونحو ذلك مما يغيرون به ما فطر الله عليه العباد من توحيده وحبه ومعرفته.
فافترستهم الشياطين في هذا الموضع افتراس السبع والذئاب للغنم المنفردة. لولا
لطف الله وكرمه بعباده المخلصين لجرى عليهم ما جرى على هؤلاء المفتونين،
وهذا الذي جرى عليهم من توليهم عن ربهم وفاطرهم وتوليهم لعدوهم المريد
لهم الشر من كل وجه، فخسروا الدنيا والآخرة، ورجعوا بالخيبة والصفقة
الخاسرة، ولهذا قال: ( وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا
مُبِينًا ) وأي خسار أبين وأعظم ممن خسر دينه ودنياه وأوبقته معاصيه
وخطاياه؟!! فحصل له الشقاء الأبدي، وفاته النعيم السرمدي.
كما أن من تولى مولاه وآثر رضاه، ربح كل الربح، وأفلح كل الفلاح، وفاز
بسعادة الدارين، وأصبح قرير العين، فلا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت،
اللهم تولنا فيمن توليت، وعافنا فيمن عافيت.
ثم قال: ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ) أي: يعد الشيطان من يسعى في إضلالهم، والوعد
يشمل حتى الوعيد كما قال تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ فإنه يعدهم إذا أنفقوا
في سبيل الله افتقروا، ويخوفهم إذا جاهدوا بالقتل وغيره، كما قال تعالى: إِنَّمَا
ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ الآية. ويخوفهم عند إيثار مرضاة الله بكل ما يمكن
وما لا يمكن مما يدخله في عقولهم حتى يكسلوا عن فعل الخير، وكذلك يمنيهم
الأماني الباطلة التي هي عند التحقيق كالسراب الذي لا حقيقة له، ولهذا قال: (
وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ) أي: من انقاد للشيطان
وأعرض عن ربه، وصار من أتباع إبليس وحزبه، مستقرهم النار. ( وَلا يَجِدُونَ
عَنْهَا مَحِيصًا ) أي: مخلصا ولا ملجأ بل هم خالدون فيها أبد الآباد.

المصدر | تفسير السعدي رحمه الله
http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.a
sp?nSora=4&t=saady&l=arb&nAya=119#4_119

القآرئ ..
مشاري راشد العفاسي


نسمات عابرة 07-14-2011 06:12 PM

الخميس : 1432/8/12 هـ


بسم الله
الرحمن الرحيم
[16]
الآيات من سورة الزمر
67 - 74


[FLASH="http://im7.gulfup.com/2011-07-14/1310655961211.swf"]width=100 height=100 t=0[/FLASH]



وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ
بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) .


يقول تعالى: وما قدر هؤلاء المشركون ربهم حق قدره، ولا عظموه حق تعظيمه،
بل فعلوا ما يناقض ذلك، من إشراكهم به من هو ناقص في أوصافه وأفعاله،
فأوصافه ناقصة من كل وجه، وأفعاله ليس عنده نفع ولا ضر، ولا عطاء ولا
منع، ولا يملك من الأمر شيئا.
فسووا هذا المخلوق الناقص بالخالق الرب العظيم، الذي من عظمته الباهرة،
وقدرته القاهرة، أن جميع الأرض يوم القيامة قبضة للرحمن، وأن السماوات -
على سعتها وعظمها - مطويات بيمينه، فلا عظمه حق عظمته من سوَّى به
غيره، ولا أظلم منه.
( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) أي: تنزه وتعاظم عن شركهم به.


وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ
نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ
الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69)
وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) .


لما خوفهم تعالى من عظمته، خوفهم بأحوال يوم القيامة، ورغَّبهم ورهَّبهم فقال:
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) وهو قرن عظيم، لا يعلم عظمته إلا خالقه، ومن أطلعه اللّه
على علمه من خلقه، فينفخ فيه إسرافيل عليه السلام، أحد الملائكة المقربين،
وأحد حملة عرش الرحمن.
( فَصَعِقَ ) أي: غشي أو مات، على اختلاف القولين: ( مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ
فِي الأرْضِ ) أي: كلهم، لما سمعوا نفخة الصور أزعجتهم من شدتها وعظمها،
وما يعلمون أنها مقدمة له. ( إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ) ممن ثبته اللّه عند النفخة، فلم
يصعق، كالشهداء أو بعضهم، وغيرهم. وهذه النفخة الأولى، نفخة الصعق،
ونفخة الفزع.
( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ ) النفخة الثانية نفخة البعث ( فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ ينظرون ) أي: قد قاموا
من قبورهم لبعثهم وحسابهم، قد تمت منهم الخلقة الجسدية والأرواح، وشخصت
أبصارهم ( يَنْظُرُونَ ) ماذا يفعل اللّه بهم.
( وَأَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ) علم من هذا، أن الأنوار الموجودة تذهب يوم
القيامة وتضمحل، وهو كذلك، فإن اللّه أخبر أن الشمس تكور، < 1-730 >
والقمر يخسف، والنجوم تندثر، ويكون الناس في ظلمة، فتشرق عند ذلك الأرض
بنور ربها، عندما يتجلى وينزل للفصل بينهم، وذلك اليوم يجعل اللّه للخلق قوة،
وينشئهم نشأة يَقْوَوْنَ على أن لا يحرقهم نوره، ويتمكنون أيضا من رؤيته، وإلا
فنوره تعالى عظيم، لو كشفه، لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من
خلقه.
( وَوُضِعَ الْكِتَابُ ) أي: كتاب الأعمال وديوانه، وضع ونشر، ليقرأ ما فيه من
الحسنات والسيئات، كما قال تعالى: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ
مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ويقال للعامل من تمام العدل
والإنصاف: اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا
( وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ ) ليسألوا عن التبليغ، وعن أممهم، ويشهدوا عليهم. (
وَالشُّهَدَاءِ ) من الملائكة، والأعضاء والأرض. ( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ ) أي: العدل
التام والقسط العظيم، لأنه حساب صادر ممن لا يظلم مثقال ذرة، ومن هو محيط
بكل شيء، وكتابه الذي هو اللوح المحفوظ، محيط بكل ما عملوه، والحفظة
الكرام، والذين لا يعصون ربهم، قد كتبت عليهم ما عملوه، وأعدل الشهداء قد
شهدوا على ذلك الحكم، فحكم بذلك من يعلم مقادير الأعمال ومقادير استحقاقها
للثواب والعقاب.
فيحصل حكم يقر به الخلق، ويعترفون للّه بالحمد والعدل، ويعرفون به من عظمته
وعلمه وحكمته ورحمته ما لم يخطر بقلوبهم، ولا تعبر عنه ألسنتهم، ولهذا قال:
( وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ )



نسمات عابرة 07-14-2011 06:13 PM

وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ
خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ
خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ
زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ
فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ
مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) .


لما ذكر تعالى حكمه بين عباده، الذين جمعهم في خلقه ورزقه وتدبيره،
واجتماعهم في الدنيا، واجتماعهم في موقف القيامة، فرقهم تعالى عند جزائهم،
كما افترقوا في الدنيا بالإيمان والكفر، والتقوى والفجور، فقال: ( وَسِيقَ الَّذِينَ
كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ ) أي: سوقا عنيفا، يضربون بالسياط الموجعة، من الزبانية
الغلاظ الشداد، إلى شر محبس وأفظع موضع، وهي جهنم التي قد جمعت كل
عذاب، وحضرها كل شقاء، وزال عنها كل سرور، كما قال تعالى: يَوْمَ يُدَعُّونَ
إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا أي: يدفعون إليها دفعا، وذلك لامتناعهم من دخولها.
ويساقون إليها ( زُمَرًا ) أي: فرقا متفرقة، كل زمرة مع الزمرة التي تناسب
عملها، وتشاكل سعيها، يلعن بعضهم بعضا، ويبرأ بعضهم من بعض. ( حَتَّى إِذَا
جَاءُوهَا ) أي: وصلوا إلى ساحتها ( فُتِحَتْ ) لهم أي: لأجلهم ( أَبْوَابُهَا ) لقدومهم
وقِرًى لنزولهم.
( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا ) مهنئين لهم بالشقاء الأبدي، والعذاب السرمدي، وموبخين
لهم على الأعمال التي أوصلتهم إلى هذا المحل الفظيع: ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ )
أي: من جنسكم تعرفونهم وتعرفون صدقهم، وتتمكنون من التلقي عنهم؟. (
يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ ) التي أرسلهم اللّه بها، الدالة على الحق اليقين بأوضح
البراهين.
( وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ) أي: وهذا يوجب عليكم اتباعهم والحذر من عذاب
هذا اليوم، باستعمال تقواه، وقد كانت حالكم بخلاف هذه الحال؟
( قَالُوا ) مقرين بذنبهم، وأن حجة اللّه قامت عليهم: ( بَلَى ) قد جاءتنا رسل ربنا
بآياته وبيناته، وبينوا لنا غاية التبيين، وحذرونا من هذا اليوم. ( وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ
الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) أي: بسبب كفرهم وجبت عليهم كلمة العذاب، التي هي
لكل من كفر بآيات اللّه، وجحد ما جاءت به المرسلون، فاعترفوا بذنبهم وقيام
الحجة عليهم.
فـ ( قِيلَ ) لهم على وجه الإهانة والإذلال: ( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ) كل طائفة تدخل
من الباب الذي يناسبها ويوافق عملها. ( خَالِدِينَ فِيهَا ) أبدا، لا يظعنون عنها، ولا
يفتر عنهم العذاب ساعة ولا ينظرون. ( فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) أي: بئس المقر،
النار مقرهم، وذلك لأنهم تكبروا على الحق، فجازاهم اللّه من جنس عملهم،
بالإهانة والذل، والخزي.
ثم قال عن أهل الجنة: ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ ) بتوحيده والعمل بطاعته، سوق
إكرام وإعزاز، يحشرون وفدا على النجائب. ( إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ) فرحين
مستبشرين، كل زمرة مع الزمرة، التي تناسب عملها وتشاكله. ( حَتَّى إِذَا
جَاءُوهَا ) أي: وصلوا لتلك الرحاب الرحيبة والمنازل الأنيقة، وهبَّ عليهم ريحها
ونسيمها، وآن خلودها ونعيمها. ( وَفُتِحَتْ ) لهم ( أَبْوَابُهَا ) فتح إكرام، لكرام
الخلق، ليكرموا فيها. ( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا ) تهنئة لهم وترحيبا: ( سَلامٌ عَلَيْكُمْ )
أي: سلام من كل آفة وشر حال.عليكم ( طِبْتُمْ ) أي: طابت قلوبكم بمعرفة اللّه
ومحبته وخشيته، وألسنتكم بذكره، وجوارحكم بطاعته. ( فـ ) بسبب طيبكم (
ادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ) < 1-731 > لأنها الدار الطيبة، ولا يليق بها إلا الطيبون.
وقال في النار ( فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ) وفي الجنة ( وَفُتِحَتْ ) بالواو، إشارة إلى أن أهل
النار، بمجرد وصولهم إليها، فتحت لهم أبوابها من غير إنظار ولا إمهال، وليكون
فتحها في وجوههم، وعلى وصولهم، أعظم لحرها، وأشد لعذابها.
وأما الجنة، فإنها الدار العالية الغالية، التي لا يوصل إليها ولا ينالها كل أحد، إلا
من أتى بالوسائل الموصلة إليها، ومع ذلك، فيحتاجون لدخولها لشفاعة أكرم
الشفعاء عليه، فلم تفتح لهم بمجرد ما وصلوا إليها، بل يستشفعون إلى اللّه
بمحمد صلى اللّه عليه وسلم، حتى يشفع، فيشفعه اللّه تعالى.
وفي الآيات دليل على أن النار والجنة لهما أبواب تفتح وتغلق، وأن لكل منهما
خزنة، وهما الداران الخالصتان، اللتان لا يدخل فيهما إلا من استحقهما، بخلاف
سائر الأمكنة والدور.
( وَقَالُوا ) عند دخولهم فيها واستقرارهم، حامدين ربهم على ما أولاهم ومنَّ
عليهم وهداهم: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ ) أي: وعدنا الجنة على ألسنة
رسله، إن آمنا وصلحنا، فوفَّى لنا بما وعدنا، وأنجز لنا ما منَّانا. ( وَأَوْرَثَنَا
الأرْضَ ) أي: أرض الجنة ( نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ) أي: ننزل منها أي
مكان شئنا، ونتناول منها أي نعيم أردنا، ليس ممنوعا عنا شيء نريده. ( فَنِعْمَ
أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) الذين اجتهدوا بطاعة ربهم، في زمن قليل منقطع، فنالوا بذلك
خيرا عظيما باقيا مستمرا.
وهذه الدار التي تستحق المدح على الحقيقة، التي يكرم اللّه فيها خواص خلقه،
ورضيها الجواد الكريم لهم نزلا وبنى أعلاها وأحسنها، وغرسها بيده، وحشاها
من رحمته وكرامته ما ببعضه يفرح الحزين، ويزول الكدر، ويتم الصفاء.


وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ
وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75) .


( وَتَرَى الْمَلائِكَةَ ) أيها الرائي ذلك اليوم العظيم ( حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ ) أي:
قد قاموا في خدمة ربهم، واجتمعوا حول عرشه، خاضعين لجلاله، معترفين
بكماله، مستغرقين بجماله. (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ) أي: ينزهونه عن كل ما لا
يليق بجلاله، مما نسب إليه المشركون وما لم ينسبوا.
( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) أي: بين الأولين والآخرين من الخلق ( بِالْحَقِّ ) الذي لا اشتباه
فيه ولا إنكار، ممن عليه الحق. ( وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) لم يذكر القائل
من هو، ليدل ذلك على أن جميع الخلق نطقوا بحمد ربهم وحكمته على ما قضى
به على أهل الجنة وأهل النار، حمد فضل وإحسان، وحمد عدل وحكمة.


المصدر | تفسير السعدي رحمه الله
http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.a
sp?Page=467&l=arb&t=saady#39_67

نسمات عابرة 07-15-2011 08:39 AM

إلى هنا نصل إلى ختام سلسلة التأملات
آمله ان تكون قد فتحت لكم آفاقا للتأمل في كتاب الله
وفهم آياته وتدبرها والحياة مع االقرآن
أسأل الله أن يجعل القران العظيم ربيع قلوبنا
ونور صدورنا وجلاء همومنا وأحزاننا

ولتمام الفائده من الموضوع
أضع لكم روابط الفلاشات التي سبق طرحها
لمن أحب نقل الموضوع فيستفيد منها ويفيد
وبـارك الله فيكم أجمعين ونفع بكم الاسلام والمسلمين
:
أبعاد الفلاش ..
100×100

[1]
استجيبو لربكم من قبل ..
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01305995214.swf

[2]
وقال الشيطان لما قضي الأمر ..
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01306328007.swf

[3]
من كان يريد العاجلة ..
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01306566286.swf

[4]
ويوم ينفخ في الصور ..
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01306834997.swf

[5]
وكلهم آتيه يوم القيامة فردا
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01307190115.swf

[6]
ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ..
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01307549151.swf

[7]
يا أيها الناس ضرب مثل ..
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01307867498.swf

[8]
ولو بسط الله الرزق لعباده ..
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01308055184.swf

[9]
هل ينظرون الا أن تأتيهم الملائكة ..
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01308400251.swf

[10]
الله نزل أحسن الحديث ..
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01308642868.swf

[11]
من المؤمنين رجال صدقو ..
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01308988235.swf

[12]
هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب ..
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01309261384.swf

[13]
يا أيها الذين آمنو اذكرو نعمة الله عليكم ..
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01309597836.swf

[14]
ولنبلونكم بشيء من الخوف ..
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01309883070.swf

[15]
لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك ..
www.islamgirls.net/vb/up/1479_01310199695.swf

[16]
وما قدروا الله حق قدره ..
im7.gulfup.com/2011-07-14/1310655961211.swf

نسمات عابرة 08-02-2011 04:37 PM

رمضانكم مبارك :قلب:

خلــود 12-02-2011 02:07 AM

جزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك

ونفع بك المسلمين والمسلمات

ودي ~

نسمات عابرة 01-12-2012 11:50 PM

وجزااكِ الخير كله
شاكرة لكِ مروركِ
:ورد:

Memi Show Islam 05-19-2012 05:52 AM

so wonderful but how can you do that two points and small flower ???

نسمات عابرة 05-19-2012 04:29 PM

حياكِ الله أختي " memi " سعدت جدا بمروركِ :ورد:
::

بإمكانكِ الحصول على الرموز من هنا :)

رمز برمجي:

♧ ღ ♂ ♀ ♥ ♡ ☜ ☞ ☎☏⊙ ◎ ▨ ♨ ◐ ◑℡™◈⊙◈∮¥£♠ ♣♥ ●•۰•♡•۰•● ◐◑。
๑∞•◦♀◎♨ ◊ ♬ ♪♩♭♧∏۩۞ Ю ღㄨ※Ψ彡乀⌒⌒@▓↑↓←→↘↙↔↕ω‰ Ω ж べあぃ∈
 ┣┓┏┫▄ █ ▌▒『』〖〗◢ ◣◥ ◤ △ ▲▄ █ ▌▒◊→♡๑۩۞۩๑ ♠▲▼●☆★
〓⊙۩๑ ▽⊙ ◑▂◐ ◑0◐ ◑︿◐◑ω◐ ◑﹏◐ ◑△◐ ◑▽◐●﹏●  ●△● ●▽● ⊙▂⊙ 
⊙0⊙ ⊙︿⊙ ⊙﹏⊙ ⊙△⊙●▂●  ●0●  ●︿●●ω
ஐ இ * × ○ ▫ ♦♂ • ♀ ◊ © ¤ ▲ ↔ ™ ® ◊ ♥ ╠ ═ ╝▫ ■ □ ۩ ۞ ๑ » « ¶ ஐ  εïз ♪ ღ ♣ ♠ •
җ ♥ิ.•ัﻬஐ ■ ▓ 回 □ 〓≡ ╝╚ ♪๑Θ ●○♠« ° •
 •.★.• •*.:【】▓ ► ◄ ▒ ░ ♀♂ √ ╮╭ ╯╰
ァ♧ ღ ♂ ♀ ♥ ♡ ☜ ☞ ☎☏⊙ ◎ ▨ ♨ ◐ ◑ ↔ ↕ ♣ ★ じ ▒ ...¤¸¸.•´¯`•.¸•..>>--» [[]] «--
 ๑☆ ◎ ☜ ☞ ☜ ☞ ♡ ♂ ♀ ♥ ♡ ☜ ☞ ☎ ☏ ⊙ ◎ ▧ ▨ ♨ ◐ ◑ ↔ ↕ ▪ ▫ ▄ █ ▌ ▒ ◊ ◦ ♠ ▣ ▤
▥ ▦ ▩ ◈ ♬ ♪ ♩ ♭ ♪ の ☆→๑◢ ◣ ◥ ◤ ▽
 ▧ ▨ ▣ ▤ ▥ ▦ ▩ ▓ ▒ @
㊣ ™ ℡ 凸 の ๑۞๑ ⓛⓞⓥⓔ べ ☜ ☞ ⊙® ◈ ◊ ◦ ◇ ◆ εїз♂o 。べ
あぃ £ ω ㊣ § ‰ Ω■Θ I し〓 ☆
★┣┓┏┫× ▲◢ ◣ ◥ ◤
 # 【】ψ▓ ► ◄ ▒ ░ ♀♂√
 ⊕ ¤ ☼ o O ♋ ㊝ ► ◄ ✿ ﻬ ஐ ✲ ღ ☃ ■↔ ↕ ↘╬『』☃ ❣••● ➸ ❝❞ ﹌ ✎  ❀ ☂ ♨☎ ☏
★ △ ▲ ♠ ♣ ♧ ∵ ∴ ∷ ♟ # ✖ ♂ ♀☀☂☁⊙▂⊙ ⊹ ⊱ ⋛ ⋋ ⋌ ⋚ ⊰ ⊹
彡 ➸ ❝ ❞ ° ﹌ ﹎ ╱╲ ☁ ₪ ✱△㋡◢ ◣ ◥ ‰ ► ◄ Ω ﻬ
ஐஓ✲ღ ☃❆┛┗ ☃ ☄ ★ ☆ ☇⊕℡❣•۰•● ∈ 彡 ◤ Ω ж ☁
 ▒ ▄ █ ▌๑ ► ◄ ⊙ ✎ ✟❤ ➹ ❀ ✏ ஓ ☂ ✖ ® ๑۞๑ ๑ ﻬ
ஐ ღ ♧ 。♬♩ ♭♪ ▶ ▧ ▨ ♨ ◑ ◊ ◦ o 。。 £ ✿ ❤ ω ㊣♥『』§ ■Θ I し×△
 ▲◢ ◣ ◥ ‰ ► ◄ Ω ж  ஐஓღ  ^_^ ◤ ๑  ⊙ ✎ ❤ ➹ ❀ ✏ ஓ ☂ ✖ ® ﻬ  ღ ♧。
◕。 ↘ ▄ █ ▌ ▒ ◊ ◦ ۝ இ ╠ ═ ╝▫  ¶ ξζ  ‰ ⅝ ⅞ ♠ ♣ ❦ ☂ ♂ ♀⊙ஐﻬ☺ ☻  ▪ ▫ ☼◈
の ☆→あ  £►♡ ▪ ▫ ☜♥☞o 。◕‿◕。 べ  ✿ ❤ ω ♡ ♥『』§ ■Θ I し△ ▲◢ ◣ ◥ ‰
(¨`•.•´¨) *.¸(¨`•.•´¨) •.¸.•´ (¨`•.•´¨)`•.¸.•´
 ↘ ▄ █ ▌ ▒ ◊ ◦◊ ♥ ╠ ═ ╝▫ ––––•(-•♥♥•-)•––––■ □ ۩ ۞ ๑
» « ¶  ♪ ღ ♣ ♠ • ±  இ ♦ ♂  ♀ ◊ © ¤ ▲  ™ ®【★】♥ ♣ ★ じ ▒ .•´¯`•.¸☆۞۩๑קツ

بارك الله فيكِ ووفقكِ وأسعد قلبكِ :قلب:

روضة الحقل 07-10-2013 12:44 PM

شكرا ياغالية ع الجهد الكبير وجزاكى الله خيرا


الساعة الآن +3: 07:38 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: فتيات الإسلام ::