:: ملتقى فتيات الإسلام ::

:: ملتقى فتيات الإسلام :: (http://www.islamgirls.net/vb/index.php)
-   إمتــاع تِقَنـي (http://www.islamgirls.net/vb/forumdisplay.php?f=61)
-   -   تأملات في كتاب الله |متجدد| (http://www.islamgirls.net/vb/showthread.php?t=5645)

إيماني عنواني 06-21-2011 01:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها نسمات عابرة (المشاركة رقم 52641)
حيى الله أختي إيماني عنواني في موضوعي
أسعدتني بتواجدك وردكِ وتعقيبك
أسأل الله أن يرحم علماء الأمة وأن يرزقنا الاقتداء بهم
اللهم آمييين
أتمنى ألا تحرميني من تواجدك ومتابعتكِ :قلب:


الله يحييكِ حبيبتي
حقيقةً أنا الأسعد بهمتك الرآآئعةhttp://www.islamgirls.net/vb/up/460_01290339154.gif
وكم يسعدني أن أتواجد ها هنا حيث العيش بين آيات كتاب ربنا سبحانه وتعالى
واصلي الطريق حماكِ الله أخيتي..

نسمات عابرة 06-21-2011 11:09 AM

كل الشكر لكِ غاليتي على تشجيعك
وسأتشرف دومًا بمتابعتكِ :قلب:
أسأل الله أن يجعلنا من أهل القران الذين هم أهل الله وخاصته
اللهم آمييين

نسمات عابرة 06-21-2011 11:13 AM

الثلاثاء : 1432/7/19 هـ

بسم الله
الرحمن الرحيم
[10]

" اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " [ الزمر : 23 ]
[FLASH="http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01308642868.swf"]width=100 height=100 t=1[/FLASH]


يخبر تعالى عن كتابه الذي نزله أنه ( أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) على الإطلاق، فأحسن الحديث كلام اللّه،
وأحسن الكتب المنزلة من كلام اللّه هذا القرآن، وإذا كان هو الأحسن، علم أن ألفاظه < 1-723 > أفصح الألفاظ وأوضحها،
وأن معانيه، أجل المعاني، لأنه أحسن الحديث في لفظه ومعناه، متشابها في الحسن والائتلاف وعدم الاختلاف، بوجه من الوجوه.
حتى إنه كلما تدبره المتدبر، وتفكر فيه المتفكر، رأى من اتفاقه، حتى في معانيه الغامضة، ما يبهر الناظرين،
ويجزم بأنه لا يصدر إلا من حكيم عليم، هذا المراد بالتشابه في هذا الموضع.
وأما في قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فالمراد بها،
التي تشتبه على فهوم كثير من الناس، ولا يزول هذا الاشتباه إلا بردها إلى المحكم،
ولهذا قال: مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فجعل التشابه لبعضه، وهنا جعله كله متشابها،
أي: في حسنه، لأنه قال: ( أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) وهو سور وآيات، والجميع يشبه بعضه بعضا كما ذكرنا.
( مَثَانِيَ ) أي: تثنى فيه القصص والأحكام، والوعد والوعيد، وصفات أهل الخير، وصفات أهل الشر،
وتثنى فيه أسماء اللّه وصفاته، وهذا من جلالته، وحسنه، فإنه تعالى، لما علم احتياج الخلق إلى معانيه المزكية للقلوب،
المكملة للأخلاق، وأن تلك المعاني للقلوب، بمنزلة الماء لسقي الأشجار، فكما أن الأشجار كلما بعد عهدها بسقي الماء نقصت،
بل ربما تلفت، وكلما تكرر سقيها حسنت وأثمرت أنواع الثمار النافعة، فكذلك القلب يحتاج دائما إلى تكرر معاني كلام اللّه تعالى عليه،
وأنه لو تكرر عليه المعنى مرة واحدة في جميع القرآن، لم يقع منه موقعا، ولم تحصل النتيجة منه،
ولهذا سلكت في هذا التفسير هذا المسلك الكريم، اقتداء بما هو تفسير له، فلا تجد فيه الحوالة على موضع من المواضع،
بل كل موضع تجد تفسيره كامل المعنى، غير مراع لما مضى مما يشبهه، وإن كان بعض المواضع يكون أبسط من بعض وأكثر فائدة،
وهكذا ينبغي للقارئ للقرآن، المتدبر لمعانيه، أن لا يدع التدبر في جميع المواضع منه، فإنه يحصل له بسبب ذلك خير كثير، ونفع غزير.
ولما كان القرآن العظيم بهذه الجلالة والعظمة، أثَّر في قلوب أولي الألباب المهتدين،
فلهذا قال تعالى: ( تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ) لما فيه من التخويف والترهيب المزعج،
( ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) أي: عند ذكر الرجاء والترغيب، فهو تارة يرغبهم لعمل الخير، وتارة يرهبهم من عمل الشر.
( ذَلِكَ ) الذي ذكره اللّه من تأثير القرآن فيهم ( هُدَى اللَّهِ ) أي: هداية منه لعباده، وهو من جملة فضله وإحسانه عليهم،
( يَهْدِي بِهِ ) أي: بسبب ذلك ( مَنْ يَشَاءُ ) من عباده. ويحتمل أن المراد بقوله: ( ذَلِكَ ) أي: القرآن الذي وصفناه لكم.
( هُدَى اللَّهِ ) الذي لا طريق يوصل إلى اللّه إلا منه ( يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) ممن حسن قصده،
كما قال تعالى يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ
( وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) لأنه لا طريق يوصل إليه إلا توفيقه والتوفيق للإقبال على كتابه،
فإذا لم يحصل هذا، فلا سبيل إلى الهدى، وما هو إلا الضلال المبين والشقاء.


المصدر : تفسير السعدي رحمه الله
http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=39&t=saady&l=arb&nAya=23#39_23


القآرئ ..
محمود خليل الحصري

خمائل 06-21-2011 03:18 PM

بارك ربي هذه الهمة العالية والتميز النادر..
موضوع جميل + تنسيق جذاب + متابعة مستمرة
ماذا بعد هذا من تميز؟!

جعلكِ ربي مباركة أينما كنتِ :قلب:

أسأل الله أن يجعل القرآن حجة لنا لا علينا ويؤتينا أداء حقه تلاوةً وعملاً؛

نسمات عابرة 06-22-2011 12:34 PM

حيآآآآكِ الله خمائل وحيى اطلالتكِ البهيه
أسعدتني جدًا بتواجدكِ وسعدت بكلماتكِ الطيييبه
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا واحزاننا
لا تحرموني من دعواتكم :قلب:

نسمات عابرة 06-25-2011 11:16 AM

السبت : 1432/7/23 هـ


بسم الله
الرحمن الرحيم
[11]

" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ
مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ( 23 ) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ
إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ( 24 ) " [ الأحزاب : 23-24 ]

[FLASH="http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01308988235.swf"]width=100 height=100 t=1[/FLASH]

لما ذكر الله أن المنافقين، عاهدوا اللّه، لا يولون الأدبار، ونقضوا ذلك العهد، ذكر
وفاء المؤمنين به، فقال: ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ ) أي:
وفوا به، وأتموه، وأكملوه، فبذلوا مهجهم في مرضاته، وسبَّلوا أنفسهم في
طاعته.
( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ ) أي: إرادته ومطلوبه، وما عليه من الحق، فقتل في
سبيل اللّه، أو مات مؤديًا لحقه، لم ينقصه شيئًُا.
( وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ) تكميل ما عليه، فهو شارع في قضاء ما عليه، ووفاء نحبه
ولما يكمله، وهو في رجاء تكميله، ساع في ذلك، مجد.
( وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ) كما بدل غيرهم، بل لم يزالوا على العهد، لا يلوون، ولا
يتغيرون، فهؤلاء، الرجال على الحقيقة، ومن عداهم فصورهم صور رجال، وأما
الصفات فقد قصرت عن صفات الرجال.
( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ) أي: بسبب صدقهم، في أقوالهم، وأحوالهم،
ومعاملتهم مع اللّه، واستواء ظاهرهم وباطنهم، قال اللّه تعالى: هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ
الصَّادِقِينَ < 1-662 > صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَدًا الآية.
أي: قدرنا ما قدرنا، من هذه الفتن والمحن، والزلازل، ليتبين الصادق من
الكاذب، فيجزي الصادقين بصدقهم ( وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ ) الذين تغيرت قلوبهم
وأعمالهم، عند حلول الفتن، ولم يفوا بما عاهدوا اللّه عليه.
( إِنْ شَاءَ ) تعذيبهم، بأن لم يشأ هدايتهم، بل علم أنهم لا خير فيهم، فلم يوفقهم.
أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ بأن يوفقهم للتوبة والإنابة، وهذا هو الغالب، على كرم الكريم،
ولهذا ختم الآية باسمين دالين على المغفرة، والفضل، والإحسان فقال: ( إِنَّ
اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ) ( غفورًا ) لذنوب المسرفين على أنفسهم، ولو أكثروا من
العصيان، إذا أتوا بالمتاب. ( رَحِيمًا ) بهم، حيث وفقهم للتوبة، ثم قبلها منهم،
وستر عليهم ما اجترحوه.

المصدر | تفسير السعدي رحمه الله
http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.a
sp?nSora=33&t=saady&l=arb&nAya=21#33_21


القآرئ ..
محمود علي البنا


نسمات عابرة 06-28-2011 02:43 PM

الثلاثاء : 1432/7/26 هـ

بسم الله
الرحمن الرحيم
[12]

" وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ
فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ
(52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54) "
[ ص : 49 - 54 ]

[FLASH=http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01309261384.swf]width=100 height=100[/FLASH]

أي: ( وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ ) ربهم، بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، من كل مؤمن
ومؤمنة، ( لَحُسْنَ مَآبٍ ) أي: لمآبا حسنا، ومرجعا مستحسنا.
ثم فسره وفصله فقال: ( جَنَّاتِ عَدْنٍ ) أي: جنات إقامة، لا يبغي صاحبها بدلا
منها، من كمالها وتمام نعيمها، وليسوا بخارجين منها ولا بمخرجين.
( مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأبْوَابُ ) أي: مفتحة لأجلهم أبواب منازلها ومساكنها، لا يحتاجون
أن يفتحوها هم ، بل هم مخدومون، وهذا دليل أيضا على الأمان التام، وأنه ليس
في جنات عدن، ما يوجب أن تغلق لأجله أبوابها.
( مُتَّكِئِينَ فِيهَا ) على الأرائك المزينات، والمجالس المزخرفات. ( يَدْعُونَ فِيهَا )
أي: يأمرون خدامهم، أن يأتوا ( بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ) من كل ما تشتهيه
نفوسهم، وتلذه أعينهم، وهذا يدل على كمال النعيم، وكمال الراحة والطمأنينة،
وتمام اللذة.
( وَعِنْدَهُمْ ) من أزواجهم، الحور العين ( قَاصِرَاتُ ) طرفهن على أزواجهن،
وطرف أزواجهن عليهن، لجمالهم كلهم، ومحبة كل منهما للآخر، وعدم طموحه
لغيره، وأنه لا يبغي بصاحبه بدلا ولا عنه عوضا. ( أَتْرَابٌ ) أي: على سن واحد،
أعدل سن الشباب وأحسنه وألذه.
( هَذَا مَا تُوعَدُونَ ) أيها المتقون ( لِيَوْمِ الْحِسَابِ ) جزاء على أعمالكم الصالحة.
( إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا ) الذي أوردناه على أهل دار النعيم ( مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ ) أي:
انقطاع، بل هو دائم مستقر في جميع الأوقات، متزايد في جميع الآنات.
وليس هذا بعظيم على الرب الكريم، الرءوف الرحيم، البر الجواد، الواسع الغني،
الحميد اللطيف الرحمن، الملك الديان، الجليل الجميل المنان، ذي الفضل الباهر،
والكرم المتواتر، الذي لا تحصى نعمه، ولا يحاط ببعض بره.

المصدر | تفسير السعدي رحمه الله
http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=38&t=saady&l=arb&nAya=45#38_45


القآرئ ..
عبد الرحمن السديس

نسمات عابرة 07-02-2011 12:11 PM

السبت : 1432/8/1 هـ

بسم الله
الرحمن الرحيم
[13]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ
رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ
وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونا
(10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا (11) } [ الأحزاب : 9-11 ]

[FLASH=http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01309597836.swf]width=100 height=100[/FLASH]

يذكر تعالى عباده المؤمنين، نعمته عليهم، ويحثهم على شكرها، حين جاءتهم
جنود أهل مكة والحجاز، من فوقهم، وأهل نجد، من أسفل منهم، وتعاقدوا < 1
-660 > وتعاهدوا على استئصال الرسول والصحابة، وذلك في وقعة الخندق.
ومالأتهم [طوائف] اليهود، الذين حوالي المدينة، فجاءوا بجنود عظيمة وأمم
كثيرة.
وخندق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، على المدينة، فحصروا المدينة، واشتد
الأمر، وبلغت القلوب الحناجر، حتى بلغ الظن من كثير من الناس كل مبلغ، لما
رأوا من الأسباب المستحكمة، والشدائد الشديدة، فلم يزل الحصار على المدينة،
مدة طويلة، والأمر كما وصف اللّه: ( وَإِذْ زَاغَتِ الأبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ
وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ) أي: الظنون السيئة، أن اللّه لا ينصر دينه، ولا يتم كلمته.
( هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ ) بهذه الفتنة العظيمة ( وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا ) بالخوف
والقلق، والجوع، ليتبين إيمانهم، ويزيد إيقانهم، فظهر -وللّه الحمد- من إيمانهم،
وشدة يقينهم، ما فاقوا فيه الأولين والآخرين.
وعندما اشتد الكرب، وتفاقمت الشدائد، صار إيمانهم عين اليقين، وَلَمَّا رَأَى
الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا
زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا

المصدر | تفسير السعدي رحمه الله

http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.a
sp?nSora=33&t=saady&l=arb&nAya=8#33_8

القآرئ ..
عبد الباسط عبد الصمد

نسمات عابرة 07-05-2011 07:25 PM

الثلاثاء : 1432/8/4 هـ

بسم الله
الرحمن الرحيم
[14]

" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) " [ البقرة : 155 - 157 ]

[FLASH=http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01309883070.swf]width=100 height=100[/FLASH]

أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن, ليتبين الصادق من الكاذب, والجازع من الصابر,
وهذه سنته تعالى في عباده؛ لأن السراء لو استمرت لأهل الإيمان, ولم يحصل معها محنة,
لحصل الاختلاط الذي هو فساد, وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر. هذه فائدة
المحن, لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان, ولا ردهم عن دينهم, فما كان الله ليضيع إيمان
المؤمنين، فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ ) من الأعداء ( وَالْجُوعِ )
أي: بشيء يسير منهما؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله, أو الجوع, لهلكوا, والمحن تمحص لا تهلك.
( وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ ) وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية, وغرق,
وضياع, وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة, وقطاع الطريق وغير ذلك.
( وَالأنْفُسِ ) أي: ذهاب الأحباب من الأولاد, والأقارب, والأصحاب, ومن أنواع الأمراض
في بدن العبد, أو بدن من يحبه، ( وَالثَّمَرَاتِ ) أي: الحبوب, وثمار النخيل, والأشجار كلها,
والخضر ببرد, أو برد, أو حرق, أو آفة سماوية, من جراد ونحوه.
فهذه الأمور, لا بد أن تقع, لأن العليم الخبير, أخبر بها, فوقعت كما أخبر، فإذا وقعت انقسم
الناس قسمين: جازعين وصابرين، فالجازع, حصلت له المصيبتان, فوات المحبوب, وهو
وجود هذه المصيبة، وفوات ما هو أعظم منها, وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر، ففاز بالخسارة والحرمان,
ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكران, وحصل [له] السخط الدال على شدة النقصان.
وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب, فحبس نفسه عن التسخط, قولا وفعلا
واحتسب أجرها عند الله, وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له,
بل المصيبة تكون نعمة في حقه, لأنها صارت طريقا لحصول ما هو خير له وأنفع منها, فقد امتثل أمر الله,
وفاز بالثواب، فلهذا قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب.
فالصابرين, هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة, والمنحة الجسيمة، ثم وصفهم بقوله:
( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ ) وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما مما تقدم ذكره.
( قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ ) أي: مملوكون لله, مدبرون تحت أمره وتصريفه, فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء،
فإذا ابتلانا بشيء منها, فقد تصرف أرحم الراحمين, بمماليكه وأموالهم, فلا اعتراض عليه،
بل من كمال عبودية العبد, علمه, بأن وقوع البلية من المالك الحكيم, الذي أرحم بعبده من نفسه،
فيوجب له ذلك, الرضا عن الله, والشكر له على تدبيره, لما هو خير لعبده, وإن لم يشعر بذلك،
ومع أننا مملوكون لله, فإنا إليه راجعون يوم المعاد, فمجاز كل عامل بعمله،
فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده، وإن جزعنا وسخطنا, لم يكن حظنا إلا السخط
وفوات الأجر، فكون العبد لله, وراجع إليه, من أقوى أسباب الصبر.
( أُولَئِكَ ) الموصوفون بالصبر المذكور ( عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ) أي: ثناء وتنويه
بحالهم ( وَرَحْمَةٌ ) عظيمة، ومن رحمته إياهم, أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر،
( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) الذين عرفوا الحق, وهو في هذا الموضع,
علمهم بأنهم لله, وأنهم إليه راجعون, وعملوا به وهو هنا صبرهم لله.
ودلت هذه الآية, على أن من لم يصبر, فله ضد ما لهم, فحصل له الذم من الله, والعقوبة,
والضلال والخسار، فما أعظم الفرق بين الفريقين وما أقل تعب الصابرين, وأعظم عناء الجازعين،
فقد اشتملت هاتان الآيتان على توطين النفوس على المصائب قبل وقوعها, لتخف وتسهل, إذا وقعت،
وبيان ما تقابل به, إذا وقعت, وهو الصبر، وبيان ما يعين على الصبر, وما للصابر من الأجر،
ويعلم حال غير الصابر, بضد حال الصابر.
وأن هذا الابتلاء والامتحان, سنة الله التي قد خلت, ولن تجد لسنة الله تبديلا وبيان أنواع المصائب.

المصدر | تفسير السعدي رحمه الله


القآرئ ..
محمد أيوب

نسمات عابرة 07-09-2011 11:22 AM

السبت : 1432/8/8 هـ


بسم الله
الرحمن الرحيم

[15]

" لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ
وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ
وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ
الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا (120) " [ النساء : 118-120 ]

[FLASH="http://www.islamgirls.net/vb/up/1479_01310199695.swf"]width=100 height=100 t=1[/FLASH]

.. لعنه الله وأبعده عن رحمته، فكما أبعده الله من رحمته يسعى في إبعاد العباد
عن رحمة الله. إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ولهذا أخبر الله عن
سعيه في إغواء العباد، وتزيين الشر لهم والفساد وأنه قال لربه مقسما: (
لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ) أي: مقدرا. علم اللعين أنه لا يقدر على
إغواء جميع عباد الله، وأن عباد الله المخلصين ليس له عليهم سلطان، وإنما
سلطانه على من تولاه، وآثر طاعته على طاعة مولاه.
وأقسم في موضع آخر ليغوينهم لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
فهذا الذي ظنه الخبيث وجزم به، أخبر الله تعالى بوقوعه بقوله: وَلَقَدْ صَدَّقَ
عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
وهذا النصيب المفروض الذي أقسم لله إنه يتخذهم ذكر ما يريد بهم وما يقصده
لهم بقوله: ( وَلأضِلَّنَّهُمْ ) أي: عن الصراط المستقيم ضلالا في العلم، وضلالا في
العمل.
( وَلأمَنِّيَنَّهُمْ ) أي: مع الإضلال، لأمنينهم أن ينالوا ما ناله المهتدون. وهذا هو
الغرور بعينه، فلم يقتصر على مجرد إضلالهم حتى زين لهم ما هم فيه من
الضلال. وهذا زيادة شر إلى شرهم حيث عملوا أعمال أهل النار الموجبة للعقوبة
وحسبوا أنها موجبة للجنة، واعتبر ذلك باليهود والنصارى ونحوهم فإنهم كما
حكى الله عنهم، وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ
كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ || قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا .
وقال تعالى عن المنافقين إنهم يقولون يوم القيامة للمؤمنين: أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ
قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ
اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ .
وقوله: ( وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأنْعَامِ ) أي: بتقطيع آذانها، وذلك كالبحيرة
والسائبة والوصيلة والحام فنبه ببعض ذلك على جميعه، وهذا نوع من الإضلال
يقتضي تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله، ويلتحق بذلك من الاعتقادات
الفاسدة والأحكام الجائرة ما هو من أكبر الإضلال. ( وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ
) وهذا يتناول تغيير الخلقة الظاهرة بالوشم، والوشر والنمص والتفلج للحسن،
ونحو ذلك مما أغواهم به الشيطان فغيروا خلقة الرحمن.
وذلك يتضمن التسخط من خلقته والقدح في حكمته، واعتقاد أن ما يصنعون
بأيديهم أحسن من خلقة الرحمن، وعدم الرضا بتقديره وتدبيره، ويتناول أيضا
تغيير الخلقة الباطنة، فإن الله تعالى خلق عباده حنفاء مفطورين على قبول الحق
وإيثاره، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن هذا الخلق الجميل، وزينت لهم الشر
والشرك والكفر والفسوق والعصيان.
فإن كل مولود يولد على الفطرة ولكن أبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه،
ونحو ذلك مما يغيرون به ما فطر الله عليه العباد من توحيده وحبه ومعرفته.
فافترستهم الشياطين في هذا الموضع افتراس السبع والذئاب للغنم المنفردة. لولا
لطف الله وكرمه بعباده المخلصين لجرى عليهم ما جرى على هؤلاء المفتونين،
وهذا الذي جرى عليهم من توليهم عن ربهم وفاطرهم وتوليهم لعدوهم المريد
لهم الشر من كل وجه، فخسروا الدنيا والآخرة، ورجعوا بالخيبة والصفقة
الخاسرة، ولهذا قال: ( وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا
مُبِينًا ) وأي خسار أبين وأعظم ممن خسر دينه ودنياه وأوبقته معاصيه
وخطاياه؟!! فحصل له الشقاء الأبدي، وفاته النعيم السرمدي.
كما أن من تولى مولاه وآثر رضاه، ربح كل الربح، وأفلح كل الفلاح، وفاز
بسعادة الدارين، وأصبح قرير العين، فلا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت،
اللهم تولنا فيمن توليت، وعافنا فيمن عافيت.
ثم قال: ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ) أي: يعد الشيطان من يسعى في إضلالهم، والوعد
يشمل حتى الوعيد كما قال تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ فإنه يعدهم إذا أنفقوا
في سبيل الله افتقروا، ويخوفهم إذا جاهدوا بالقتل وغيره، كما قال تعالى: إِنَّمَا
ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ الآية. ويخوفهم عند إيثار مرضاة الله بكل ما يمكن
وما لا يمكن مما يدخله في عقولهم حتى يكسلوا عن فعل الخير، وكذلك يمنيهم
الأماني الباطلة التي هي عند التحقيق كالسراب الذي لا حقيقة له، ولهذا قال: (
وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ) أي: من انقاد للشيطان
وأعرض عن ربه، وصار من أتباع إبليس وحزبه، مستقرهم النار. ( وَلا يَجِدُونَ
عَنْهَا مَحِيصًا ) أي: مخلصا ولا ملجأ بل هم خالدون فيها أبد الآباد.

المصدر | تفسير السعدي رحمه الله
http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.a
sp?nSora=4&t=saady&l=arb&nAya=119#4_119

القآرئ ..
مشاري راشد العفاسي



الساعة الآن +3: 03:33 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: فتيات الإسلام ::