تسجيل الدخول

مشاهدة نسخة كاملة : هل نترك السؤال بحجّة (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم) ؟


خولة
12-18-2010, 12:40 AM
سماحة الشيخ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
حاولت ان اجد الإجابة لاسئلتي عند بعض المشايخ وطلاب العلم المتمكنين ولكن للاسف لم اجد الجواب الشافي..

السؤال الاول: بعض طلاب العلم المتمكنين قد يلوموننا في طرح بعض الاسئلة الشرعية ويحجونا بالآية الكريمة (لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم) فياليت ياشيخ توضح لي المقصد من هذه الآية الكريمة.. وماهو المقياس الذي نقيس عليه نحن كطلاب علم اسئلتنا لكي لا نخالف هذه الآية ولا تكون سبيل للبدع؟


http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

هذا غير صحيح ؛ لأن قول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) ، لا مَحَلّ له هنا ؛ لِثلاثة أسباب :
الأول : أن تمام الآية : (وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) . فذلك حين تنَزّل القرآن .
الثاني : أن نُزول القرآن قد تَمَ ، وعُرِف الحلال والحرام ، فالسؤال لا ينبني عليه تحليل ولا تحريم .
والتحليل والتحريم إنما يكون في زمن التشريع ، وعليه يُحمَل قوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّ أَعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ. رواه البخاري .
الثالث : أن سبب نُزول الآية سؤال بعض الصحابة عَمَّا لا علاقة له بالدِّين .
روى البخاري ومسلم مِن حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ قَالَ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، قَالَ : فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وُجُوهَهُمْ لَهُمْ خَنِينٌ ، فَقَالَ رَجُلٌ : مَنْ أَبِي ؟ قَالَ فُلاَنٌ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : (لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) .

ويجب على الإنسان أن يسأل عما أشكل عليه ، وعما جَهِله ؛ لأن الله عَزّ وَجَلّ أمَر بسؤال أهل العِلْم .
قال تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
وللسؤال آداب مرعية ، وعلى الإنسان أن يُحسِن السؤال ، وأن يكون سؤاله واضِحًا ، وليس مِن أجل استخلاص قول أو فتوى تُوافِق هواه !
وأن يُقدِّم الأهم في السؤال ، ويترك فضول المسائل .

قال ابن القيم عن العِلم وتحصيلِه :
فمن الناس من يُحْرَمه لعدم حُسْنِ سؤالِه ، أما لأنه لا يسألُ بحال ، أو يسألُ عن شيء وغيرُه أهمُّ إليه منه ، كمن يسألُ عن فُضُولِه التي لا يَضرُّ جهلُه بها ، ويدعُ ما لا غِنى له عن معرفتِه ، وهذه حالُ كثيرِ من الْجُهّال المتعلِّمين ، ومِن الناس من يُحْرَمه لِسُوءِ إنْصَاتِه ، فيكونُ الكلامُ والمماراةُ آثَرَ عنده وأحَبَّ إليه مِن الإنصات ، وهذه آفةٌ كَامِنةٌ في أكثرِ النفوسِ الطَّالِبةِ للعِلْمِ ، وهي تمنَعُهُم عِلْماً كَثيرا ، ولو كان حَسَنَ الفهم .
ذَكَر ابن عبد البر عن بعض السلف أنه قال : مَن كان حَسَنَ الفَهمِ رَديءَ الاستماع لم يَقُم خَيْرُه بِشَرِّه .
وذَكَر عبدُ الله بنُ أحمد في كتاب العِلل له قال : كان عروةُ بنُ الزبيرِ يُحِبُّ مماراةَ ابنِ عباسٍ ، فكان يَخْزِنُ عِلمَه عنه ، وكان عبيدُ الله بنُ عبدِ الله بنِ عُتبة يُلَطِّفُ له في السُّؤال فَيَعِزُّه بالعِلْم عِزّا .
وقال ابن جريج : لم أسْتَخْرِج العِلْم الذي اسْتَخْرَجْتُ مِن عَطَاء إلاّ بِرِفْقِي بِهِ .
وقال بعض السلف : إذا جَالَسْتَ العَالِم فَكُن على أن تَسْمَعَ أحْرصَ منك على أن تَقول . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد

خمائل
12-18-2010, 06:46 AM
بورك فيك يا غالية

خولة
12-18-2010, 01:14 PM
وفيكِ باركَ مولاي غاليتي ~
(f)

Pink
12-19-2010, 07:39 AM
جزاكي الله الف خير

خولة
12-19-2010, 10:12 AM
اللهم آمين ، وجزاكِ خيراً موفوراً
(f)

"عناقيد الخير"
12-19-2010, 11:15 PM
أول مرة أدري والله ! << وش نسوي لك طيب خخ
الله يسعدك ..جزاك الله خير على الفتوى =)

● мīśṡ йσήє ●
12-27-2010, 04:29 PM
جزآكِ الله كُل خير =)
فتوى مهمه بوركَ قلمُك ="""

خولة
12-27-2010, 04:45 PM
أسعدكمــا ربي ~
عناقيد / مُزن :قلب:

أرجوحَة
12-27-2010, 10:25 PM
جزاك الله كل خير -_- ..!

خولة
01-17-2011, 09:25 AM
وجزاكِ خيراً
:ورده:

**ريتال
01-21-2011, 09:39 PM
شكرآ أختي

وتسلمي على هذا الموضوع الرائع

حـرير
01-21-2011, 11:58 PM
جزيتِ الفردوس الأعلى وَ زيآدهـ يا خولة

أنفاس الإيمان
01-22-2011, 03:07 PM
جزاك المنان اعلى درجات الجنان عزيزتي خولة
شكرا على الايضاح الهام
انار الله دروبك ووفقك لما يحب ويرضى